"هفضل أبنى فيها لحد ما تنتهى.. يا حياتى يا مدتى.. فاكرينى هسيبها ولا إيه؟ والله ما هسيبها لازم أعمر فيها"، عبارات غير مسبوقة خرجت على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال إطلاقه مبادرة "رؤية مصر 2030"، أثارت الكثير من التساؤلات حول رغبته في المكوث في الحكم لأكثر من مدة رئاسية. وجاء كلام السيسي حول تمسكه بالحكم بعد أن كان تعهد نهاية العام الماضي بتركه مقاليد الحكم حال طالبت جماهير الشعب المصري ذلك. وأطلق السيسي الأربعاء رؤية التنمية الإستراتيجية بمصر 2030 بمسرح الجلاء، بحضور ممثلين عن شباب مصر وشخصيات عامة ومتخصصين في المجالات المختلفة. وتضمن خطابه بعض الجمل التي أثارت انتقادات واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي حينما دعا المصريين إلى أن يسمعوا كلامه هو فقط قائلاً: "أنا عارف مصر زي ما أنا شايفكم قدامي كده وعارف علاجها.. وأنا بوجه حديثي لكل من يسمعني في مصر.. لو سمحتم متسمعوش كلام حد غيري.. أنا بتكلم بمنتهى الجدية... أنا مش راجل بكذب ولا بلف وادور ولا ليه مصلحة غير بلدي ومش بس ليه مصلحها غيرها.. وفاهم أنا بقول إيه". لم يكتف بذلك، بل دعا الشعب المصري بالتبرع يوميًا بجنيه مصري واحد "من أجل مساندة مصر"، وقال: "لو كل واحد صحى الصبح دفع جنيه عن طريق موبايله، هنجمع 100 مليون جنيه يوميًا، والله العظيم أنا لو ينفع اتباع هاتباع عشان خاطر مصر". وقال أمين اسكندر، وكيل مؤسسي حزب "الكرامة"، إن "المفاهيم التي طرحت في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في خطابه بمسرح الجلاء معادية تمامًا للديمقراطية فهو لا يرى إلا نفسه فقط الحريص على البلاد والملم بكل شيء مطالبًا المصريين بعدم السماع لغيره، وهو ما يعبر عن رؤية استبدادية تامة وتحتاج لمعالجة شاملة". وأضاف اسكندر في تصريحات إلى "المصريون"، أن "هناك بعض العبارات التي وردت في الخطاب لا يصح أن تقال من رجل دولة مثل قوله لو أقدر أبيع نفسي عشان مصر هأبيعها"، متسائلاً: "ما المقصود بذلك"؟ وأوضح اسكندر أن "تعديل الدستور أمر مطروح من فترة ويتمسك به الرئيس عبد الفتاح السيسي، لزيادة صلاحياته وسيعمل البرلمان في الفترة المقبلة على تحقيق هذه الرغبة من خلال استفتاء النواب على تعديل الدستور". يأتي هذا فيما انطلقت مؤخرًا دعوات من جانب سياسيين بإجراء تعديلات على الدستور فيما يخص زيادة مدة الرئيس في الحكم ل 6سنوات أو 4أعوام، وهو ما أثار اعتراضات واسعة، فيما أيدها أنصار السيسي بشدة، بدعوى أنه يحتاج لفترة كبيرة في حكم البلاد للمرور بمصر إلى بر الأمان بعد أحداث 30من يونيو وعزل الإخوان. وقال أحمد إبراهيم, عضو مجلس النواب عن حزب "حماة وطن", إنه ""ليس مع مد فترة الرئاسة للرئيس عبدالفتاح السيسي حتى لاتتكرر مأساة التوريث مرة أخرى". وأضاف أنه لن يوافق على وجود تعديلات دستورية تنص على مد فترة الحكم للرئيس السيسي، "فثورة 30 يونيو كان من أسباب قيامها التعديلات الدستورية التي تمت في عهد مرسي". وأوضح إبراهيم, أنه "لابد أن يكمل الرئيس مدته وبعدها تتم الانتخابات التي يحدد من خلالها الشعب ما إذا كان يريده مرة أخرى أم لا". وأشار إلى أن "الحديث عن تطلع الرئيس للبقاء في الحكم غير صحيح فهو حينما يتكلم عن التنمية في عام 2032، وعام 2063 فإنه يقصد رؤيته المستقبلية لتلك التنمية ولا يقصد بذلك انه يريد أن يعمر في الحكم لفترات طويلة". وكيل مجلس النواب محمود الشريف، عبر عن رغبته في توسع صلاحيات الرئيس، قائلاً إن دستور عام 2014 الذي وضعته لجنة "الخمسين" ليس قرآنا، مشددًا على ضرورة تعديله لإضافة صلاحيات أخرى للسيسي. وأشار إلى أنه "إذا كان الدستور معوقًا لمصلحة البلاد فيجوز تعديله لأنه ليس قرآنًا، أما إذا كان يؤدي لتنمية البلاد، فلا داعي لتعديله". وتابع قائلاً: "أرى أنني لو كنت من واضعي الدستور؛ أن يضاف للرئيس صلاحيات أخرى، نظرًا لأن هناك تحديات تواجه البلاد على الحدود، ولابد من رئيس له سلطات تمكنه من الحفاظ على مقدرات الوطن". وقال الربان عمر المختار صميدة، رئيس حزب "المؤتمر"، إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي بمؤتمر "رؤية مصر 2030" المنعقد بمسرح الجلاء اتسمت بالمكاشفة والمصارحة وتقديم المعلومات الكاملة للشعب لكي يعرف ما تمر به مصر عن قرب وأن هناك تحديات كبيرة تمر بها البلاد وتحتاج إلي أن يتجمع الجميع علي قلب رجل واحد لإعادة البناء. وأضاف أن "مطالبة الرئيس لمحدودي الدخل بأن يقفوا بجانبه وأنه يعلم جيداً ما يمرون به من ضيق في الحياة، لأنهم هم الظهير الحقيقي له فهو يعمل من أجل توفير حياه إنسانية وكريمة ولكن مامرت به مصر خلال السنوات الماضية لازالت تداعياته تؤثر علي المشهد العام". وأوضح "أننا نريد مصر الجديدة التي يعمل فيها المسؤول لصالح الشعب وليس لمصالح شخصية ولذلك نحتاج للخبرة والتكاتف لإعادة بناء وطننا". وأشار صميدة إلى أن "كلمة الرئيس تضمنت رسائل واضحة وصارمة لمن يعملون علي تفتيت مصر أو تهديدها سواء في الداخل أو الخارج ، وأنهم لن يستطيعوا إحداث أي أضرار بالمصريين أو بالوطن وهذا يحمل بين طياته معاني معينة يريد أن يوصلها الرئيس للشعب بأن من يخطط بشر لمصر سوف يمحي من على وجه الأرض".