علمت "المصريون"، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يفكر فى الدفع بمنصور حسن رئيس المجلس الاستشارى للترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك لتدارك تداعيات انسحاب الدكتور محمد البرادعى من السباق الرئاسى وتوجيهه انتقادات لاذعة للمجلس، باعتباره من فلول نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك. وقالت مصادر مقربة من المجلس، إن ما وصفته ب"صدمة انسحاب البرادعى"، جعلت المجلس العسكرى يبحث جميع الخيارات لمواجهتها، والبحث عن وجه مقبول يمكنه أن يحظى بدعم الرأى العام، والقوى والتيارات الإسلامية صاحبة النفوذ السياسى، والقوة التصويتية الأبرز فى الساحة المصرية. وحسب المصادر، فإن التنسيق كان مستمرًا بين الطرفين البرادعى و"العسكرى"، حتى بعد أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، قبل أن تصل إلى حالة من الشك، لاسيما مع شعور العسكرى بأن صلات البرادعى ببعض القوى الدولية، قد لا تجعله وجهًا مقبولاً لدى الشارع، وهو ما جعل المجلس يعطى ظهره للبرادعى ويرفض تقديم ضمانات بدعمه فى المعركة الرئاسية. وعلى الرغم من السمعة الطيبة التى يتمتع بها الوزير الأسبق منصور حسن فى أوساط الإسلاميين، لاسيما وأنه كثيرًا ما كان يبدى تعاطفًا معهم خلال عصر مبارك، إلا أن العسكرى لديه شكوك فى أن يلقى دعمهم، على حد قول المصادر. وقال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إن خطوة البرادعى خلطت أوراق العسكرى، وجعلته يعيد طرح مسألة الاستحقاق الرئاسى للمناقشات الجادة فى ظل إدراك صعوبة تمتع أى مرشح من أصحاب الخلفية العسكرية بدعم شعبى، لاسيما وأن الإسلاميين أبلغوه بشكل واضح صعوبة قبول رئيس ذى خلفية عسكرية أو له صلات بالنظام السابق. ويرى فهمى أنه فى ضوء الموقف الحالى، فإن التفكير جديا فى الدكتور منصور حسن لشغل هذا المنصب ولولاية واحدة، باعتباره يحظى باحترام من قبل عدد من القوى السياسية، وكونه مدركًا لقواعد اللعبة السياسية، مما يجعله يدير البلاد بشكل يراعى مصالحها الاستراتيجية دون الدخول فى صدامات مع قوى دولية وإقليمية.