"رسم وموسيقى وصلصال" أنشطة ساعدت الأطفال للخروج من اليأس الزوجان يحتفلان ب"عيد الحب" من خلف القضبان حملات تضامنية للإفراج عن محتجزى "مؤسسة بلادى" "طفل يتسول" لم يجد من يقبل بوجوده سوى "الشوارع" يبحث عن لقمة للعيش بعد أن رفضت الحياة وجوده ليعافر فيها ولكن دون جدوى، ذلك المشهد المتكرر جعل قلب الزوجين آية حجازى ومحمد حسنين يحنو ويرأف على هؤلاء الأطفال وخاصة بعد ثورة ال25 من يناير، بدآ فى التفكير لتدشين مؤسسة خيرية لإيواء أطفال الشوارع وتعليمهم لمحاولة مواجهة الحياة حينما يكبرون ولكن لم يستمر الحلم الوردى للزوجين مدة طويلة، فمع اقتراب عيد مؤسسة "بلادي" الأول، قامت قوات الشرطة باقتحام المؤسسة والقبض على "آية حجازى وزوجها محمد حسنين" فى 1 مايو 2014 واتهامهما باستغلال الأطفال والإتجار فى البشر من خلال استغلال الأطفال فى تصوير أفلام جنسية، وتشكيل تنظيم سرى من أطفال الشوارع لقلب نظام الحكم، واستخدامها فى مؤتمرات وندوات لجمع التبرعات بحجة رعايتهم، واستئجار الأطفال من الجمعية مقابل مبالغ مالية للمشاركة فى التظاهرات، لتقضى محكمة عابدين فى جلسة "أمس" بتأجيل محاكمتهم إلى يوم 17 من شهر فبراير الجاري. آية حجازى: "لا تتركونا وتنسونا" مع اقتراب العام الثانى لحبسها، لم تكن تتخيل أن تلقى ذلك المصير يومًا بعد أن تنازلت عن حياتها فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وجاءت إلى مصر بعد ثورة 25 يناير، يراودها حلم الحرية والكرامة والعدالة كباقى الشباب لتحاول أن تساعد الدولة المصرية ولو بجزء بسيط بعد تخرجها وهي الحاصلة على ليسانس حقوق من جامعة جورج ميسون الأمريكية لتحاول تدشين مشروع تنموى يفيد المجتمع. وألهمت حجازى فكرة مشروعها الإنسانى لتدشين مؤسسة إيواء لأطفال الشوارع، وبالفعل سارعت وزوجها لإنشاء مؤسسة الجمعية الخيرية "بلادى.. جزيرة الإنسانية"، لمساعدة أطفال الشوارع، وقدمت كل الأوراق المطلوبة وحصلت على موافقة من وزارة التضامن الاجتماعى، إلا أن ذلك بدا وكأنه ليس كافيا للقيام بهذا الدور الإنسانى فى مصر لتأتى الحياة بما لا تشتهى حجازى وزوجها لتدفع ضريبته غالية من حريتها بعد القبض عليها وقضاء أكثر من 600 يوم خلف القضبان دون حكم بات فى القضية بعد سيل من التأجيلات، ما دفع حجازى لكتابة رسالة من محبسها لتقول: "لا تتركونا هنا فى السجون وتنسونا ولا تجعلونا نفقد الأمل فى العدل والإنسانية". حملات تضامن تفاعل عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك وتويتر" بالكتابة عن قضية آية حجازى، وذلك بالتزامن مع جلساتها التى كانت مقررة أمس السبت والمتهمة فيها هى وزوجها وعدد من أصدقائهم وهم شريف وأميرة وإبراهيم وكريم ومحمد السيد وأشهد الصالحي. وطالب وائل غنيم الناشط السياسى بضرورة الإفراج عنهم بعد أن قضوا ما يقرب من سنة ونصف دون أى محاكمة، مشيرًا إلى أن تلك القصة تجسد مدى الظلم فى مصر وأقل واجب تجاه آية وزملائها أننا نكتب عنهم ونطالب بحريتهم. وأضاف غنيم أنه "فى 2013، آية حجازى ومحمد حسنين، بدأوا مشروعهم الحالم بالتبرع ب 10 آلاف جنيه لتأسيس جمعية "بلادي، جزيرة الإنسانية" لرعاية أطفال الشوارع وتعليمهم وتأهيلهم نفسيا آية قررت تعمل دار للإيواء فى وسط منطقة التحرير المعروفة بأنها ملتقى أطفال الشوارع، يدخلوها وقت ما يحبوا، ويتعلموا موسيقى وفن ويتعاملوا كبنى آدمين عشان نظرتهم للمجتمع تتغير ويتعالجوا من كتير من آثار الإدمان والتحرش الجنسى اللى كانوا بيعانوا منها". وفى سياق متصل، دعمت منى سيف الناشطة السياسية وشقيقه المحتجز علاء عبد الفتاح قضيتهم قائلة: "بنت وولد حبوا البلد وحبوا الثورة وحبوا بعض وقرروا لما يتجوزوا بدل مصاريف الفرح يحطوها فى مؤسسة تساعد الأطفال اللى مالهمش بيت وبيواجهوا كل يوم حياتهم فى الشارع آية حجازى ومحمد حسنين فى السجن بقالهم سنة و9 شهور.. الحرية لهم". ومع ذلك تداول عدد من نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعى صورة ظهر فيها محمد حسنين وزوجته "آية حجازى" فى لقطة رومانسية احتفالًا بعيد الحب، حيث قام بإهدائها باقة من الزهور من خلف القضبان، وذلك أثناء محاكمتهم أمام محكمة عابدين بالأمس. معاملة الأطفال والأنشطة كان هذا الشق القضائى والتضامنى، ولكن على الجانب الإنسانى لتلك المؤسسة، ظهرت بعض الصور على الصفحة الرسمية لمؤسسة بلادى لم ينظر إليها أحد وتعد دليلًا واضحًا على الأنشطة والأعمال التى كان يقوم بها الأطفال يوميًا داخل بلادى والتى كانت ما بين "احتفالات بأعياد ميلاد للأطفال.. تحضيرات لوجبات الإفطار والغداء.. وورش لتعليم الموسيقى والرسم وأخرى لإعادة تدوير المخلفات"، وذلك مع شخصيات ممارسة ومتخصصين لذلك العمل الإنسانى، وفيما يلى بعض الصور لتلك النشاطات.. شاهد الصور..