أطلق نشطاء سوريون، هاشتاج بعنوان "كلهم خذلونا" عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لإحراج دول العالم أجمع فى صمتهم على إيجاد حل للأزمة السورية وصمتهم على الصراع الدائر، ما يدعم الاحتلال الروسي الإيراني لروسيا. وانتقد النشطاء، عدم إمداد أصدقاء الثورة السورية، للمعارضة المسلحة، مضادات للطائرات، تواجه القصف الروسي العنيف على المدنيين في سوريا. ولاقى الهاشتاج تفاعلا كبيرا بين مؤيدي الثورة السورية، في عدد من الدول العربية، حيث حصد مئات الآلاف من التغريدات، ووصل لمراتب متقدمة عالميا. وعلق الكاتب الصحفي "جمال سلطان": «أخشى أن تصيبنا جميعا لعنة الدم، إذا خذلنا دماء الشعب السوري، لا أصدق أن الجميع عجزوا عن مجرد توصيل شحنة مضادات طيران.. كلهم خذلونا». من جانبه، كتب «محمد صالح»، المذيع بقناة «الجزيرة»: «كلهم خذلونا.. هكذا بضمير الغائب الجمعي، ولك أن تسند كما تشاء الإعلامي «موسى العمر» كتب: «قهر الرجال.. هنا سوريا.. سوريا التي ما خذلت من طرق بابها قط.. اليوم تُخذل.. كلهم خذلونا». أما «حمد الغماس» رئيس مجلس إدارة قناة «المجد» الفضائية، فكتب تحت هذا الهاشتاج: «ما أقساها إذا انطلقت من قريب ينتظر نصرة من أهله.. لكم الله يا أهل سوريا». وكتب الإعلامي «أحمد موفق زيدان»، قائلا: «تخليتم عن جمجمة العرب وهو العراق.. واليوم تتخلون عن قلبكم الشام.. كلهم خذلونا». وأضاف: «من خذل ثورة الشام هو من ترك مدنها عريانة أمام القصف الروسي والمليشيات الطائفية الحاقدة، ولم يقدم لها مضاد طيران واحد». ناشط يطلق على نفسه اسم «المشتاق»، كتب عبر حسابه أسفل: «الإسلام لن ينتصر بجنيف أو مجتمع دولي، وإنما سينتصر بالله.. فمتى ما أتبعناه ووحدناه كالإله وتوحدنا تحت رايته كعبيد فالنصر حليفنا». وكتب الشاعر الكويتي «أحمد الكندري»: «كلهم خذلونا مع كل قطرة دم من 500 ألف شهيد، ومع كل دمعة أم، ومع كل أرملة ثكلى، ومع كل رجل ذاق قهر الرجال»، وأضاف: «ستسألون عنهم يا من خذلتم الشعب السوري». بينما كتب «حذيفة عبد الله عزام»، وهو رئيس مجلس إدارة صحيفة إلكترونية: «مع إقراري التام بأن دعما لا بأس به قدم، ومع اعترافي بوقوف بعض الدول مع الثورة، منذ انطلاقتها، لكن الدعم لم يكن أبدا على قدر المعركة». ثوار مدينة سقلين السورية، كتبوا في صفحتهم الرسمية: «عندما لا تسمع تصريح من أي دولة عربية أو إسلامية، حول الاحتلال الروسي الإيراني للشام، تعرف وقتها أنهم مجرد وكلاء للدول المستعمرة». الناشط السوري «أبو البراء الحوراني»، كتب: «العالم يقف ضدنا يشارك في قتلنا وتشريدنا وتهجيرنا من وطننا من أجل ابن المتعة بشار.. كلهم خذلونا.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم». واتفق معه الناشط السوري الميداني «أبو عمر»، حين كتب: «عار على من يدعي صداقتنا وأنه حليفنا أن يقف متفرجا على مدننا تدمر، وأطفالنا تقتل، وأهلنا يشردون دون أن يمدنا بسلاح مضاد طائرات». بينما ذهب «محمد الفاتح»، الناشط السوري، إلى أن «أمريكا يمكنها تدمير أي دولة عربية أو مسلمة مستقبلا فقط بأوامر منها.. إرادة حكامنا مسلوبة.. كلهم خذلونا». فيما كتب «أحمد رمضان»، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، وعضو الائتلاف السوري المعارض: «بوتين (الرئيس الروسي) يقتل دفاعا عن الأسد، وأوباما يمنع سقوطه، وإيران ترتكب الجرائم لأجله، وحلفاء الثورة يمنعون السلاح النوعي عنها.. كلهم خذلونا». فيما كتب المحلل السياسي «جهاد صقر»: «ما لنا غيرك يا الله.. نحن من خذلنا أنفسنا قبل أن يخذلنا الآخرون، ألم يتقدم هاجس الإمارة هاجس إتمامنا الثورة لمنتهاها؟». «عبدالعزيز آل عبداللطيف»، الأستاذ بجامعة الإمام سابقا، وعضو هيئة التحرير بمجلة «البيان»، نقل آيات من القرآن: «إن تنصروا الله ينصركم.. والعاقبة للمتقين.. إن الله لا يصلح عمل المفسدين.. إن الله يدافع عن الذين آمنوا»، وقال عنها إنها «حقائق شرعية فلا نغفل عنها». وهو ما ذهب إليه الباحث في فقه الإسلام السياسي «محمد الأمين»، حين نقل قوله رسول الله «صل الله عليه وسلم»: «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم»، وقوله «لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة». وأضاف «عبدالله العجيمي»، وهو ناشط سياسي واجتماعي، فكتب: «كلهم خذلونا.. ولكن الله لن يخذلنا». و يذكر إنه من منذ منتصف مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية. ودخلت الأزمة منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر الماضي، وتقول موسكو إن هذا التدخل «يستهدف مراكز تنظيم الدولة الإسلامية» الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.