"ميادين مصر" قبلة الثوار ومراكز للتجمع والحشد، حيث اتخذ الثوار من ميادين مصر القبلة والانطلاقة الحقيقية للمظاهرات وتصدر هذه الميادين ميدان التحرير والذي اشتهر عالميًا عقب ثورة يناير، ولم يكن ميدان التحرير وحده هو المحرك الأساسي للثورة وإنما اتخذ الثوار من جميع محافظات مصر من ميادينها الشهيرة منبرًا للمطالبة بالحرية والعيش والعدالة الاجتماعية ليسجل التاريخ بطولات هذه الميادين والتي شربت دماء شهداء ثورة يناير. ميدان التحرير من أشهر ميادين مصر والعالم بعد ثورة يناير والذي شهد ميلاد الثورة، عرف بميدان الإسماعيلية نسبة إلى الخديوى إسماعيل وسرعان ما تحول هذا الاسم إلى ميدان التحرير للتحرر من الاستعمار حيث الذي تسبب في انطلاق ثورة 1919والمظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزي 1935وثورة الخبز فى عهد السادات وصولاً إلى ثورة يناير واحتفالات 11 فبراير واحتفالات 30يونيو.
وتجلى دور الميدان منذ الساعات الأولى للثورة حيث احتشد الملايين فى ميدان التحرير 28 يناير 2011 يطالبون بتنحى الرئيس مبارك من رئاسة الجمهورية واتخذوا الميدان مقرا لثورتهم إلى أن أعلن نائب الرئيس تخلى الرئيس عن منصبه 11 فبراير 2011 حيث تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد مؤقتًا لمدة ستة أشهر.
وظل "الميدان" رمزًا للتظاهر حتى بعد مرور 5 سنوات على الثورة، بدايةً من ثورة 25 يناير التي أسقطت نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، مرورًا بالعديد من التظاهرات فى عهد "الإخوان" التى انتهت بعزل محمد مرسي، وكان معظمها يتمركز من الأساس فى الميادين الرئيسية.
ميدان مصطفى محمود بالمهندسين "ميدان أبناء مبارك" عرف بميدان أبناء مبارك وأطلق عليه آخرون ميدان الفلول، شهد أولى المظاهرات المؤيدة لنظام مبارك في الأول من فبراير 2011، حيث نظم عدد من أنصار الرئيس الأسبق حسنى مبارك اعتصامًا لتأييده بالتزامن مع اعتصام التحرير المطالب بعزل «مبارك» من منصبه، بعد الخطاب العاطفي الثانى لمبارك.
واستمرت المظاهرات به عدة أيام بعد تنحى المخلوع عن منصبه وشارك فيها عدد من رموز السياسة والرياضة المؤيدة للنظام الأسبق، كما تكررت المظاهرات بشكل متقطع بداية من مظاهرات 19 فبراير 2011 حاملة اسم "مظاهرات تكريم مبارك".
وعادت المظاهرات المؤيدة لمبارك في 26 يونيو 2011، واستمرت بأعداد محدودة بالتزامن مع اعتصام التحرير للضغط على "المجلس العسكري" من أجل تحقيق مطالب الثورة.
ميدان القائد إبراهيم من أبرز الميادين بالإسكندرية حيث توافد آلاف المواطنين بمحافظة الإسكندرية على كل ميادين المحافظة تنديدًا بالظلم واعتراضًا على الحكومة، غير أن هذا الميدان وميادين أخرى في المحافظة بينها ساحة مسجد سيدي بشر وميدان الشهداء بمنطقة محطة مصر وميدان الساعة وميدان السيوف قد شهدوا قبلها حالات من الكر والفر بين أفراد الشرطة والمتظاهرين.
ويعتبر مسجد القائد إبراهيم قبلة الثوار وملجأ الباحثين عن التغيير ومنه خرجت الشرارة الأولى للثورة وكان له دور بارز فى إسقاط نظام المخلوع مبارك والثانية في إسقاط نظام الرئيس السابق محمد مرسى وتأييد الرئيس الحالى للدولة وهو الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أن أصبح المسجد نقطة الانطلاقة الحقيقية للثورات والمظاهرات.
ميدان الأربعين بالسويس "ميدان المدينة الباسلة" ثاني الميادين اشتعالاً بعد ميدان التحرير عرف بميدان المدينة الباسلة، حيث نظم آلاف من المواطنين بالسويس مظاهرات وذلك عقب المظاهرات التى شهدها ميدان التحرير اعتراضًا على الحكومة المصرية وعلى فساد بعض مؤسسات الدولة وقدمت مدينة السويس شهداءها، حيث استشهد ثلاثة من المتظاهرين في مدينة السويس لتكون المدينة الأولى في التضحية، ما أثار غضب المواطنين بالسوس وجعلهم يتوافدون على الميادين تنديدًا بالظلم.
وكانت السويس أولى المناطق التي شهدت بوادر للثورة حيث خرج أعداد من المتظاهرين يوم 11 يناير عقب إعلان تونس ثورتها وخرجت لعض القوى السياسية التابعة للمدينة الباسلة لتنادى بالنزول وكانت الأعداد قليلة وقتها ليعتمدوا على مواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه دعوات النزول، وخرج أعداد كبيرة حاملة شعار "يسقط حسنى مبارك.. وثورة في تونس ثورة فى مصر.. ثورة فى كل شوارع مصر".
ومع زيادة المتظاهرين بدأ احتكاك الأمن بالمتظاهرين وإطلاق القنابل المسيلة للدموع بعدما قام بعض المتظاهرين بضرب أحد أنصار الحزب الوطني الذي كان يتشاجر معهم، لأنهم يهتفون ضد مبارك وتابع المتظاهرين إرسال ما يحدث عبر مواقع التواصل لحث المزيد من المتظاهرين على تلبية النداء. ميدان الممر بالإسماعيلية لعب دورًا مهمًا فى نجاح ثورة يناير، حيث توافد أبناء مدينة الإسماعيلية على الميدان وكانت من أولى المدن المشاركة فى الثورة واختار المواطنون الميدان ليكون مركزًا للتظاهر لما يمثلة الممر من منطقة إستراتيجية وحيوية ونقطة وسطية للتلاقى يصعب السيطرة عليها من قوات الأمن المركزي آنذاك لتفرعه، ما يعطى فرصة أكبر للتظاهر بحرية شديدة، ويسهل انضمام المواطنين إلى المتظاهرين وقتها، وأصيب وقُتل العشرات من أبناء المحافظة وقتها فى سبيل "العيش والحرية والكرامة الإنسانية".