سادت حالة من الذعر بين طلاب جامعة القاهرة بعد قرار الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة بعدم السماح بالتدريس عن طريق الملازم, وعلى الأقسام العلمية تحديد كتب مرجعية للطلاب, قائلين إنهم يلجأون للمذكرات لارتفاع ثمن الكتاب وعدم تطويره واحتوائه على مناهج معقدة. وقال عبدالله أنور، رئيس اتحاد طلاب مصر المطعون على نتيجته، إن طلاب الجامعات يعانون من استغلالهم لشراء الملازم والمذكرات الخارجية التي يتم فرضها عليهم، مشيرًا إلى أنه لابد أن تتم مراعاة الطالب وعدم المتاجرة به فيما يخص الكتاب الجامعي. وأضاف ل"المصريون"، أن الأولوية في قضية الكتاب الجامعي والملازم ألا يتحمل الطالب أعباءً مالية كبيرة خارج استطاعته، مشيرًا إلى أن الكتاب الجامعي لابد أن يكون بسعر محدد من الجامعة حتى لا يتمكن أحد من استغلال الطلاب. و قالت هبة علي، طالبة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة: "قرار الدكتور جابر نصار يجبرنا على شراء الكتب التى تحتوى على معلومات معقدة، بالإضافة إلى ارتفاع ثمنها إلى 60 جنيهًا, ولكن شراء الملازم لا يتعدى 10 جنيهات". وقال الدكتور حسن علي رئيس قسم الإعلام بآداب جامعة المنيا، إن "حديث الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، بإلغاء المذكرات والملازم بداية من العام المقبل والاعتماد على الكتاب الجامعي، يعد خطوة نحو تصحيح الأوضاع في الجامعة, ولكن لا بد من تخفيض سعر الكتاب للطالب والالتزام بسعر محدد, لهروب الطلاب من ارتفاع الأسعار واندفاعهم نحو الملازم لقلة ثمنها". وأضاف ل"المصريون"، أن "من اخترع فكرة الملازم والمذكرات الجامعية بعض اللصوص"، لافتًا إلى أنه "لابد أن يكون هناك كتاب جامعي معتمد وبه رقم إيداع يكون هو الأساس في التدريس، خاصة أن الكثير من الطلاب يعانون من استغلال البعض، إلا أن رئيس الجامعة يستطيع أن يمنع ذلك الاستغلال طبقًا لصلاحياته". وأوضح علي أن التجربة سوف يكون تطبيقها على أرض الواقع صعبًا لأن هناك "مافيا" داخل الجامعات تتكسب من تلك الملازم والمذكرات، وأكد أن الطلاب أصبحوا هم مَن يطالبون بالملازم والمذكرات بعد أن تم ترسيخ تلك الأفكار لديهم". وقال الدكتور محمد بيومي، الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس: "الخطوة التي أعلن عنها رئيس جامعة القاهرة بعدم السماح بالتدريس عن طريق الملازم، تعد خطوة إيجابية، لأن الملازم والكتب والشيت باب خلفي للفساد ويستغله بعض أعضاء هيئة التدريس ضد الطلاب، ومن لم يقم بشرائه يقوم المدرس بإنقاص درجاته بالامتحانات". وأضاف ل"المصريون" أن هناك مافيا داخل بعض الجامعات وتعتبر الملازم والمذكرات مورد رزق لهم ويتخطى أضعاف رواتبهم على حساب الطلاب، لافتًا إلى أنه لابد أن يكون هناك بديل لذلك لأن رواتب الأستاذ الجامعي ضعيفة. وأوضح أن الهدف من ذلك هو مصلحة الطالب، موضحًا أن التزام الجامعات بتدريس كتاب معين يعد من العيوب في حق الجامعات المصرية لأنه لا يوجد تعليم على مستوى العالم يعتمد على التزام الجامعات بكتب معينة، وذلك يجعلنا نتحدث عن مراحل التعليم الأولى. وأشار إلى أنه لابد أن يكون التعليم بمصادر مفتوحة وليس قصرها على كتب معينة أصدرها الدكتور لمدد قد تتخطى عقودًا ولا تتماشى مع سوق العمل.