نبيل وعبد المجيد.. يقعون فى كماشة "زوار الفجر".. ورعب وخوف للأهالى بعد عودتهم 6 إبريل: دليل على الخوف من الشباب.. وحقوقي: سياسة الأمن الوطنى لردع المعارضة "خبطات قوية على الأبواب.. أشخاص بزى مدنى أقوياء البنية.. تفتيش دقيق بأرجاء المنزل.. التحفظ على أجهزة الكمبيوتر والمحمول.. لتنتهى القصة بقول: "تعالى معانا بدون شوشرة".. إنهم "زوار الفجر"، هكذا بدأت قصة اعتقال العشرات من الشباب الثورى فى الموجة الأخيرة من الاستهداف التى قامت بها وزارة الداخلية قبل الذكرى الخامسة ل"ثورة 25 يناير"، ومع الدعوات التى أطلقها عدد من الشباب للنزول والتظاهر فى عودة قوية ل"زوار الفجر" مرة أخرى بعد توقف مؤقت دام لما يقرب من 5 سنوات، فكان "زوار الفجر" يعاودون ولكن على استحياء، وذلك بحسب قوى الثورة والشباب. روايات توضح "كيف عاد زوار الفجر" كانت آخر المداهمات التى قامت بها قوات الأمن الوطنى لمنازل كل من محمد نبيل القيادى بحركة شباب 6 إبريل أحمد ماهر والناشط السياسى أيمن عبد المجيد، حيث روت زوجتهما تفاصيل ليلة القبض عليهما فى ال28 من شهر ديسمبر الماضى فجرًا من منزليهما وأمام أعين أولادهما فى حالة من الخوف والرعب الذى انتابهم لتفاصيل ما قام به الأمن الوطنى من إجراءات قبل القبض عليهم فعليًا. تقول أميرة إسماعيل زوجة محمد نبيل، إنهم قاموا باقتحام الشقة وكسر الباب بحجة أنهم "خبطوا على الباب دون رد"، وبعدين دخلوا غرفة النوم وكانوا لابسين مدنى محمد طلب منهم ما يفتحوش النور عشان الأولاد واستجابوا، واحد فيهم سأل عن الموبايل بتاعي، اتديتهوله فقلب فيه شوية وفتح الفلاش لايت، اللابتوب كان جنب سريرى على الكومودينو أخده وفتح درج الكومودينو اللى جنبى كان فيه أدوية زياد لأنه كان عيان فى الفترة دى وكانت جنبه. واختتمت إسماعيل روايتها قائلة: "طلعوا من الأوضة ومعاهم الموبايل، محمد طلب منهم يسيبوه عشان المدرسة بتكلمنى عليه سابوه وحاول يخليهم يسيبوا اللابتوب عشان بتاع البيت والأولاد بيتفرجوا على كارتون بس مارضيوش، وقالوا لمحمد هات البطاقة بس ومفتاح العربية وسيب المحفظة، محمد سألهم رايحين فين وقالوا قسم مصر الجديدة ما كنتش لسة طلعت فى الصالة، فمحمد قاللى أقفل بالقفل عشان الباب باظ بيقولوا إنهم خبطوا على الباب وماحدش فتح فكان الطبيعى بالنسبة لهم إنهم يكسروا الباب". وفى سياق متصل، روت ضحى حازم زوجة أيمن عبد المجيد: "الصبح جرس بيتنا رِن مش جرس الانتركم.. يعنى أكيد ده البواب بيقول إننا نسينا نور العربية مثلا، رديت من ورا الباب، لقيت البواب معاه عشر رجالة أو أكثر لابسين مدني، قالوا عايزين أيمن عبد المجيد.. سألتهم انتو مين ردوا إنهم أمن وطني.. قلت لهم ثانية واحدة وباقفل الباب عشان لابسة بيجامه وأجيب أيمن.. زق واحد فيهم الباب بإيده ورجله.. اتخضيت وزعقت". وأضافت: "أيمن جرى على الباب يشوف فى إيه ودخلهم، طلبوا اللاب توب بتاعه وأخدوه هو والموبايل ودخلوا أوضة نومنا عايزين يفتشوا سألته تانى فين إذن التفتيش مردش، قولتلوا لو سمحت دى أوضتى وفيها لبسى اللى ميصحش تشوفوه.. رد عليا أنا معايا إذن أفتش البيت كله وبرضه ما أظهرش إذن نيابة".
6 إبريل.. مخلصناش وعلى الجانب الثورى، أكد حمدى قشطة القيادى بحركة شباب 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، أن عودة زوار الفجر هو طريقة واضحة لتعبير النظام عن خوفه من النشطاء الثوريين تحت شعار "محاربة الإرهاب"، كما يزعمون، لكن ذلك يعد دليلًا واضحًا على رعبهم من هؤلاء الشباب وبالأخص القيادات الثورية والكوادر. وأضاف قشطة فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن النظام الحالى أعاد سياسات الأنظمة السابقة كما كان يحدث فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من حملات الاعتقال وزوار الفجر، وهو ما كان يحدث أيضًا فى عهد حسنى مبارك من جانب الشباب والأحزاب المعارضة. وتابع قشطة أن القيادات الشبابية الخاصة بالقوى الثورية والحركات لم تنته، مشيرًا إلى أن هناك عددا كبيرا من الأعضاء التابعين للمكاتب السياسية للحركة يصل أعدادهم إلى 7 أشخاص ولكنهم غير معروفين، لذلك يشعر الشباب بأن قيادات الحركة لم يعد لهم وجود ولكن أمر خاطئ، على حد قوله. وعلى الجانب القانونى والحقوقى، قال مختار منير إن الاعتقالات والمداهمات التى تقوم بها قوات الشرطة والأمن الوطنى ما هى إلا حالة من التخبط السياسى الذى يشعر به النظام مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة يناير والحراك الذى يحاول الشباب والكيانات والتيارات السياسية من تنظيمه على الرغم من عدم الإعلان بشكل رسمى عن وجود أى نوع من أنواع التظاهر فى ذلك اليوم. وأشار منير فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، إلى أن ظاهرة زوار الفجر اختفت مع حل جهاز أمن الدولة ولكنها عادت مرة أخرى للظهور مع إعادة هيكلته تحت شعار "الأمن الوطني"، ولكن عقيدة الشرطة موجودة فى مسألة زوار الفجر ولم تتغير، وموجودة طوال الوقت، وطالما هناك معارضة وشباب وحركات تعارض الأنظمة سنشهد العديد من الحملات الخاصة بالاعتقال.