علمت "المصريون" أن اللقاء الذي جمع بين الرئيس مبارك ونائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني أمس قد فشل في حل الأزمات الصامتة التي تعاني منها العلاقات المصرية الأمريكية بعد إبلاغ تشيني للرئيس مبارك معارضة واشنطن الجهود التي تبذلها القاهرة والرياض لتخفيف عن دمشق ، وأن واشنطن لن تقبل إلا انصياع سوريا التام لكافة قرارات الشرعية الدولية وتعاونها التام مع لجنة التحقيق الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، وهو ما كان له أثر سيء لدى القيادة المصرية التي حذرت واشنطن من أن استمرار الضغوط على سوريا واستفزازه ستكون عواقبه وخيمة على الأوضاع في المنطقة. وكشفت مصادر دبلوماسية أن تحفظ القيادة المصرية على طلب نائب الرئيس الأمريكي بإرسال قوات عربية إلى العراق لتحل محل القوات الأمريكية قد أغضب بشدة تشيني الذي كان يدعم بشدة إمكانية أن تحل هذه القوات المأزق الذي تعاني منه واشنطن في العراق في ظل تصاعد المقاومة. وأضافت المصادر أن تشيني طالب مصر بدور مهم ومؤثر للضغط على إيران للكف عن تحدي المجتمع الدولي فيما يخص ملفها النووي ، وان تؤيد مصر المساعي الأمريكية والأوروبية لتصعيد الملف الإيراني إلى مجلس الأمن من خلال عضويتها في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيصوت قريبا على إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي . وأوضحت المصادر أن تشيني طالب مصر بالإسراع بالإفراج عن الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد ، مهددا بأن استمرار حبس نور ستكون له آثار سلبية على اتفاقية التجارة الحرة الذي تجري البلدان مفاوضات مكثفة لإقرارها حيث يمكن لهذا الأمر أن يؤجل هذه الاتفاقية التي تسعى مصر منذ مدة طويلة لإنهائها. وأشارت المصادر إلى أن نائب الرئيس الأمريكي طالب القيادة السياسية بضرورة الإسراع بعملية الإصلاح السياسي والكف عن الإصلاح التدريجي الذي تبنته الدولة في العقد الماضي وهو ما لم يكن له آثار على الأوضاع السياسية في مصر ، مشددا على أن الإدارة الأمريكية غير راضية عن وتيرة الإصلاحات في مصر وتريد إنهاء حالة الاحتقان الذي تعاني منه الساحة السياسية المصرية. من جانبه ، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية سليمان عواد إن المباحثات تناولت عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء مرض رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون كما تناولت الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقرر إجراؤها يوم 25 يناير الحالي والانتخابات الإسرائيلية المقررة يوم 28 مارس القادم ، إضافة إلى الوضع في العراق والتطورات في سوريا ولبنان والملف النووي الإيراني . ولم يشر عواد ، كما هو العادة في البيانات الصحفية التي تعقب أي مباحثات مشتركة ، إلى وجود نقاط اتفاق بين مبارك وتشيني ، فيما عدا تأكيده على أن الجانبين اتفقا على ضرورة "استجلاء الحقيقة وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري." من جانب آخر ، تظاهر العشرات من نشطاء حقوق الإنسان في مصر أمام دار القضاء العالي منددين بزيارة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني للقاهرة ومحاولة واشنطن المستمرة للهيمنة على الأوضاع في المنطقة. وأعلن المتظاهرون تأييدهم للمقاومة في العراق وفلسطين وأفغانستان ضد قوى الاحتلال الأمريكي والصهيوني.