رأى مراقبون فلسطينيون، في كشف كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، النقاب عن "وحدة" تتولى مهمة تأمين حياة الجنود الإسرائيليين المأسورين لديها، ونشر صورا ومقاطع للجندي جلعاد شاليط، وسيلة ضغط، لدفع إسرائيل نحو إبرام صفقة "تبادل أسرى" جديدة. ويقول عدنان أبو عامر، الكاتب السياسي، والباحث في الشأن الإسرائيلي، إن حركة حماس تحاول من خلال الرسائل التي تبثها، "تفعيل ملف الأسرى الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة". ويضيف أبو عامر لوكالة "الأناضول":" من الواضح أن المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، ليس على عجلة من أمره لإبرام صفقة تبادل أسرى، ومعرفة مصير الجنود المفقودين في غزة، وبالتالي هناك محاولة واضحة من قبل القسام لتفعيل وتحريك هذا الملف". وكشفت كتائب القسام مساء أمس الأحد، النقاب عن وحدة سرية أمنية أطلقت عليها اسم "وحدة الظل"، قالت إن مهمتها تتمثل في تأمين حياة الجنود الإسرائيليين المأسورين لديها، والعمل على إخفائهم عن عيون أجهزة المخابرات الإسرائيلية. وعرضت عبر موقعها الرسمي، مقطعا مصورا أظهرت خلاله الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" الذي أسرته في 25 يونيو/ حزيران 2006، ولمدة 5 سنوات، وهو يشاهد التلفاز، ويقرأ، كما بثت صورا له وهو يشوي اللحم، في رحلة على شاطئ البحر في وضح النهار. وحظي الشريط بتغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة. ولم تعقب السلطات الإسرائيلية رسميا على ما نشرته كتائب القسام. وجاء هذا الإعلان من قبل "القسام"، بعد أقل من أسبوع، عن كشفها لأسماء 5 من كوادرها، قتلوا خلال الفترة الماضية، وقالت إنهم شاركوا في اختطاف واحتجاز "شاليط". ورأى أبو عامر، أن حركة حماس، أرادت إيصال ما هو أبعد من الرسائل "الأمنية" و"العسكرية" أو "أخلاق الحرب". واستدرك بالقول:" هي رسالة إلى صناع القرار في إسرائيل من أجل المضي قدما في تحريك صفقة التبادل وفتح ملف الأسرى المفقودين". وأعلنت كتائب القسام في 20 من يوليو/تموز 2014 عن أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة. وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس". وتتهم إسرائيل حركة "حماس" باحتجاز جثة ضابط آخر يدعى هدار غولدن قُتل في اشتباك مسلح شرقي مدينة رفح، يوم 1 أغسطس/آب 2014، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفه. وفي التاسع من تموز/يوليو 2015 أعلن الجيش الإسرائيلي، عن اختفاء أحد المواطنين الإسرائيليين، ويدعى أبراهام منغيستو، في قطاع غزة عام 2014، مطالبًا باستعادته بعد أن قال إنه محتجز لدى حركة "حماس". من جانبه، يرى هاني حبيب، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية، فيما نشرته كتائب القسام، رسالة إلى الرأي العام الإسرائيلي. ويضيف لوكالة الأناضول:" القسام نشرت في المقطع صورة والدة الجندي المفقود شاؤول آرون.. هذا يعني أنه رسالة إلى أم آرون، وذوي الآخرين المفقودين، مفادها أن أولادكم قد يكونوا على قيد الحياة، ومهمتكم تتمثل في تحريك الرأي العام الإسرائيلي والضغط على صناع القرار". وكانت زهافا شاؤول، والدة الجندي، شاؤول آرون، قد طالبت في 13 ديسمبر/كانون الثاني الماضي، من نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بتقديم دليل ملموس عن حالة ولدها، وإن كان على قيد الحياة أم لا. وتابع حبيب:" القسام أرادت أن تقول بوضوح، إنها جاهزة لأي عملية تبادل للأسرى، والكشف عن مصير جنودها المفقودين في غزة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين". ويتفق تيسير محيسن، المحلل السياسي، ومدرس العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مع سابقيه، ويقول إن حركة حماس، أرادت تقديم ما يشبه "المعلومة"، ورمي الكرة في ملعب صناع القرار في إسرائيل. ويضيف محيسن لوكالة "الأناضول":" الكشف عن الوحدة السرية، ومهامها، دليل على أن كتائب القسام جاهزة لتحريك ملف الأسرى الإسرائيليين المفقودين لديها، والإفصاح عن المزيد من الأسرار شرط البدء وتحريك صفقة تبادل أسرى جديدة". وتابع:" ما نشرته القسام، وما قد تنشره لاحقا، عبارة عن رسالة واضحة إلى الحكومة الإسرائيلية، للتقدم خطوة إلى الأمام، والقول إن شاليط الذي تمتع بحياة جيدة، قد يعيشها الآن آخرون". وفي 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، أطلقت إسرائيل سراح 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق "حماس" سراح شاليط، في صفقة لتبادل الأسرى تمت برعاية مصرية.