أبرزت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الأنباء عن استعادة القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي ما يقرب من 70% من مدينة الرمادي غربي العراق, التي كان تنظيم الدولة " داعش", سيطر عليها في مايو الماضي. وأضافت المجلة في مقال لها في مطلع يناير أن تنظيم الدولة لم يعد كسابق عهده، وأنه ليس كما يعتقد البعض، إذ إنه يتراجع وينكمش. وتابعت " تنظيم الدولة فقد 14% من مجموع مساحات الأراضي التي يسيطر عليها في كل من العراق وسوريا"، مشيرة إلى أن تنظيم الدولة خسر هذه الأراضي في ظل تكثيف الولاياتالمتحدة قصفها على مواقعه. وأشارت المجلة إلى أن الجيش العراقي وعناصر إيرانية شبه عسكرية وميليشيات شيعية والبشمركة الكردية كلها تقاتل ضد تنظيم الدولة على الأرض. وكانت القوات العراقية أعلنت أنها استعادت الجمعة 1 يناير مناطق جديدة في مدينة الرمادي من تنظيم الدولة، بيد أنها تعرضت في المقابل لهجمات بعربات ملغمة أسفرت عن مقتل عشرات الجنود ومسلحي العشائر, حسب مصادر عسكرية. ونقلت "الجزيرة" عن قائمقام الرمادي حميد الدليمي قوله إن الجيش والحشد العشائري شنا هجوما من منطقة الخالدية شرق الرمادي (110 كيلومترات غرب بغداد) وتمكنا من السيطرة على المعهد الزراعي، ويقومان بتطهير عدد من ضواحي المدينة من مسلحي تنظيم الدولة. وفي بيان متزامن, قال الجيش العراقي إنه شن عدة هجمات في غرب مدينة الرمادي وسيطر على شارع ال17 من تموز. وفي وقت سابق الجمعة، قالت جهات عسكرية إن القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على أحياء في وسط المدينة. من جهته، قال القائد في الشرطة العراقية هادي ارزيج إن القوات الأمنية تتقدم بحذر داخل المدينة لتفادي خسائر في الأرواح. وكانت القوات العراقية أعلنت الأحد 26 ديسمبر أنها دخلت وسط الرمادي واستعادت مقر قيادة محافظة الأنبار على إثر هجوم دام أسابيع بدعم من طيران التحالف الدولي. ومنذ ذلك الوقت شهدت المدينة قتال كر وفر وهجمات متواترة لتنظيم الدولة الذي قال التحالف الدولي إن نحو سبعمائة من مقاتليه لا يزالون موجودين في الرمادي، خاصة في القسم الشرقي منها. كما قالت مصادر عراقية إن الجيش والحشد العشائري استعادا ما يقرب من 70% من مدينة الرمادي التي كان تنظيم الدولة سيطر عليها في مايو الماضي. وفي هذه الأثناء، أفادت مصادر في الجيش العراقي بمقتل نحو ستين وإصابة سبعين من الجيش والشرطة العراقيين والحشد العشائري الجمعة في هجوم لتنظيم الدولة بأكثر من تسع عربات مفخخة يقودها "انتحاريون" في شمال شرق الرمادي. وأضافت المصادر أن الهجوم استهدف مقر قيادة الفرقة العاشرة بالجيش العراقي بين منطقتي الحامضية والبوعيثة، وأسفر عن سيطرة تنظيم الدولة وتقدمه في عدد من المناطق، خاصة المحيطة بمقر قيادة عمليات الأنبار. وأعلن قائد عمليات الأنبار اللواء اسماعيل المَحَلاَّوي أن قوات عراقية تمكنت لاحقا من استعادة السيطرة على مقر الفرقة العاشرة من أيدي تنظيم الدولة. ووصف المحلاوي الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة بأنه الأشرس على الجيش في المحور الشمالي منذ بدء عملية استعادة الرمادي. ومن جهتها، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن التنظيم سيطر على مقر للجيش في منطقة الطراح شمالي الرمادي بعد إحراق عشرات العربات العسكرية داخله، كما سيطر على جسر البوريشة شمال غربي المدينة، وتحدثت الوكالة أيضا عن تدمير رتل حكومي في كمين بمنطقة الحميرة جنوبي الرمادي.