حسم الإسلاميون خياراتهم، وأعلنوا مشاركتهم فى الاحتفالات بالذكرى الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير، مؤكدين أن مشاركتهم تأتى فى إطار العمل على استكمال أهداف الثورة، وتوصيل رسالة للفلول، بأن سعيهم للانقلاب عليها، مصيره الفشل. واتفق "الإخوان المسلمون" و"الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" و"السلفيون"، على أن هدفهم من هذه المشاركة، يتمثل فى ضمان مرور هذه الاحتفالات آمنة وسلمية، وقطع الطريق على الراغبين فى استغلال هذه الأحداث، لتفجير الأوضاع، والتآمر على استقرار الدولة، وإسقاط هيبتها. وقال الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد، والمتحدث باسم جماعة "الإخوان"، إن "الإخوان سيشاركون فى المظاهرات, وسنسمح لشباب الجماعة بالنزول فى المظاهرات الاحتفالية", إلا أنه عاد وأكد ل "المصريون"، أن تفاصيل وخطة النزول فى المظاهرات لم يتم إقرارها بصفة نهائية من مؤسسات الجماعة , وأكد أن نزول الإخوان لن يقتصر على الشكل الاحتفالى، وسيتم أيضا رفع المطالب التى يريدها الشعب والتى لم يتم تحقيقها منذ اندلاع الثورة حتى الآن. وأكد المهندس عاصم عبد الماجد، المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية، مشاركة الجماعة شأنها شأن كل الإسلاميين فى هذه الاحتفالية، حيث ستعمل على مشاركة الشعب احتفالاته فى ثورته التى خلصته من الحكم الديكتاتورى، وسيناريو الثوريث. وأشار عبد الماجد إلى أن مشاركة الإسلاميين فى هذه الاحتفالية، تزعج العلمانيين والليبراليين بشدة، الذين كانوا يرغبون فى أن تبقى الساحة فارغة لهم من أى منافس، لفرض أجندتهم، وهو ما رفضه الإسلاميون تفصيلاً، مؤكدًا حرص الجماعة على تأمين هذه المظاهرة، وإنهائها بشكل لا يعيد للأذهان أحداث محمد محمود، والشيخ ريحان وغيرها، حرصًا منها على خروج البلاد من حالة عنق الزجاجة التى تعانى منها. بدوره، أكد المهندس صالح جاهين، أحد القيادات التاريخية لتنظيم الجهاد، ووكيل مؤسسى حزب "السلامة والتنمية"، المشاركة فى احتفالية الشعب بالثورة العظيمة، التى أنهت الحكم القمعى لنظام مبارك، لافتًا إلى حرص الحزب على مرور سلمى لهذه الاحتفالية، ومشيرًا إلى أن القوى الفوضوية لا تستطيع أن تقدم على إشعال المؤامرات فى ظل وجود الشعب فى الميدان. وأضاف سنحفز الحضور على دعم الثورة، وضرورة تحقيق جميع أهدافها، وعدم اقتصار الأمر على تنفيذ هدف أو اثنين من أهدافها، والعمل على تسريع وتيرة وانتقال السلطة لحكومة مدنية ورئيس منتخب. فيما أى محمد نور، المتحدث باسم حزب النور، أن حزبه سيشارك القوى الوطنية احتفالها بهذه الذكرى، حرصًا منه على وجود حشد وطنى داعم لأهداف الثورة المشروعة، مشيرًا إلى أن الحزب سيتصدى لأى محاولات لإشاعة أجواء الفتنة، أو إعادة السيناريوهات الدامية، التى شهدتها مصر خلال الفترة الأخيرة. وأشار إلى ضرورة أن تتحول هذه الاحتفالية إلى مناسبة، لإجراء مصالحة بين القوى الوطنية، وإنهاء حالة الاحتقان، والفرز السياسى، التى شهدتها مصر خلال الأشهر الأخيرة. من جانبه أكد الدكتور خالد سعيد، الأمين العام للجنة السلفية، أن الجبهة ستحمل عددًا من المطالب الوطنية خلال مشاركتها فى هذه الاحتفالية، منها ضرورة الإسراع بمحاسبة فلول نظام مبارك المخلوع، والقصاص من قتلة الشهداء، وصرف التعويضات اللازمة لضحايا شهداء الثورة، والعمل على تسريع وتيرة تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة، بشكل يقطع الطريق على أى محاولات لإشعال الفتنة بين الشعب وجيشه. فيما أكد الدكتور محمد حجاج، الأمين العام لمجلس أمناء السلفية، أن هدف المجلس من المشاركة، منع اختطاف الثورة، وتوظيف هذه الذكرى، لتمرير أجندة لا تسعى لخير مصر، وهو ما ينبغى مواجهته، ودعم الأهداف المشروعة للثورة.