قلل استخباريون إسرائيليون من تهديدات أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة "داعش" على إسرائيل، بعد أن توعد في تسجيل صوتي أمس بمهاجمتها، قائلين إنها "دلالة على أنه يمر بأزمة". وقال البغدادي في تسجيل بث أمس: "كلا يا يهود ما نسينا فلسطين لحظة (...) وقريبًا قريبًا بإذن الله تسمعون دبيب المجاهدين وتحاصركم طلائعهم في يوم ترونه بعيدا ونراه قريبًا". وأضاف "ها نحن نقترب منكم يوما بعد يوم، وإن حسابكم لعسير عسير، لن تهنأوا في فلسطين أبدا يا يهود (...) لن تكون فلسطين إلا مقبرة لكم". وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال المدير العام في وزارة الشؤون الاستخباراتية إنه "ليست هناك حاجة إلى أخذ أقوال البغدادي بجدية"، موضحًا أنه في سورياوالعراق تجري حرب قاسية بين العديد من الفصائل، ولكن إسرائيل لاتتدخل، وكما "تعلم كل واحدة من الفصائل أنها إذا عملت ضد إسرائيل فسيكون وضعها سيئا، وستضع نفسها بوضع أقل حظا بكثير مقارنة ببقية الفصائل". من جانبه، قال عاموس يادلين، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية الأسبق: "يجب أن نضع تهديدات البغدادي الخاصة بمهاجمة إسرائيل في سياقها الصحيح، خطاب الأخير هو دلاله على أن يمر بأزمة. وأضاف "بالرغم من أنه لا يجب الاستهانة والسخرية من تهديداته، إلا أن إيران ومنظمة حزب الله اللبنانية أشد خطر علينا من داعش". وتابع: "البغدادي يمر بأزمة، والتنظيم ينسحب تقريبا في كل جبهة قتالية يخوضها، عندما يتعرض زعيم عربي إسلامي لضغوط، فإن الطريقة الوحيدة لحث رجاله ورفع حالتهم المعنوية هو مهاجمة إسرائيل، البغدادي يشن هجومًا لفظيًا ليس أكثر". وقال: "لا يجب أن نعطي أهمية كبيرة لتهديدات داعش، هذه التهديدات تدل على الورطة التي يمر بها البغدادي؛ فالأكراد أغلقوا عليه الطريق وقاموا بصده في الشمال ويهددون بعزل تنظيمه بين سورياوالعراق، والروس يقصفونه من الجو، داعش متواجد على حدود إسرائيل منذ أكثر من عامين، وهذا ليس بالأمر الجديد". واستدرك: "أنا لا أزعم أن داعش لن يهاجم دولة إسرائيل في هذه المرحلة أو غيرها، لكن لابد من وضع تهديدات البغدادي في مكانها الصحيح، لا توجد تهديدات فعلينا لإسرائيل، من الممكن أن تشن عملية في هضبة الجولان أو في سيناء، إلا أن الجيش الإسرائيلي مستعد، ولدينا استخبارات جيدة، وقدرات على الإجهاض جيدة أيضا، لهذا فإنني اقترح أن نطمئن ونهدأ ونضع هذه التهديدات في سياقها الفعلي". وختم قائلاً: "إذا كان تنظيم داعش قادر على استهداف إسرائيل على الصعيد العملياتي، لكان قد فعل، داعش هو دولة في شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق، ليس لديه حدود مشتركة معنا، داعش فكرة وأيدلوجيًا، لديه القدرة على إرسال رجال يحملون سكاكين عبر الشبكات الاجتماعي، هذا يحدث لنا خلال ال3 شهور الماضي -يقصد الانتفاضة الفلسطينية والعمليات الفدائية ضد الاحتلال-، حزب الله وإيران أكثر خطورة على إسرائيل من البغدادي".