مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25يناير، أطلقت المؤسسات الدينية الرسمية حملة شرسة ضد الداعين للمشاركة في فعاليات ذكرى الثورة، لم تخل من تشويه صورتهم، والإفتاء بتحريم مشاركتهم في أي مظاهرات ضد النظام، كونهم "لا يرغبون في الاستقرار"، وأن من يقتل منهم "خوارج، وليسوا شهداء". جاء ذلك بالتزامن مع تصاعد حدة الغضب الشعبي، ودعوات القوى والحركات الثورية بتنظيم فعاليات في الذكرى الخامسة للثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. البداية كانت مع الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الذي اعتبر أن الداعين للتظاهر في 25 يناير المقبل لايرغبون في تحقيق الاستقرار. وأضاف أن البلاد الآن في طريقها للاستقرار وتم استكمال مؤسساتها وخارطة الطريق بأعضاء مجلس نواب منتخبين يمثلون الشعب عبر انتخابات حقيقة ونزيهة والذين سيقومون بدورهم التشريعي والرقابي. البعض رأي هذه التصريحات تأتي استمرارًا للدور الذي تقوم به المؤسسات الدينية في عهد النظام بتشويه صورة ثوار 25 يناير، وتعظيم دور أحداث 3 يوليو. كما خصصت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة في المساجد في الأسبوع الماضي للتصدّي لدعوات إحياء الذكرى الخامسة للثورة بالتظاهر. ونبّهت الوزارة على خطباء المنابر، بضرورة "توعية المصلين بخطورة الدعوات الهدامة، التي أطلقتها معارضي الانقلاب للتظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير"، بحسب منشور أصدرته الوزارة. وتضمنت عناصر الخطبة، التي تم توزيعها على خطباء وأئمة المساجد قبل الجمعة الماضية، خطوطًا عامة أهمها "نعمة الاستقرار والأمن"، وتأكيد أن استقرار الوطن ضرورة شرعية، وتذكير المصلين بما آلت له الأوضاع في عدد من الدول المجاورة لمصر في المنطقة، مثل سورية والعراق وليبيا، بعد تعريض أمن بلادهم للخطر بسبب رغبة البعض في تغيير الأنظمة. كما احتفت المواقع الداعمة للنظام بهجوم محمد سعيد رسلان، القيادي السلفيين، والمقرب من الأجهزة الأمنية، على دعوات التظاهر في 25 يناير. وقال رسلان: "إن الداعيين لمظاهرات 25 يناير لا يعرفون الحق رغم أن رئيس الدولة وحاكمها يؤكد فى مناسبات عدة أن مصر فى حالة حرب حقيقية". واستعان رسلان بحديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلاً: " إن مصر تخوض حرب من الجيل الرابع، فما هي أدواتها ووسائلها واسلحتها، وكيف تستخدم هذه الأسلحة ومن المستهدف منها للنجاة من هذه الحرب؟". وتابع رسلان، فى تصريحات عبر موقعه الرسمى أن الحروب التى تتعرض لها مصر والمنطقة ليست حروب تقليدية، ولكنها حرب الجيل الرابع، خاصة مع التطور التكنولوجى، موضحا أن دعوات التظاهر فى 25 يناير إحدى هذه الحروب على مصر. ويعتبر رسلان أن "السيسى" إمام متغلب من وجهة نظره ومن يعارضه فهو من الخوارج، ويؤكد على وجوب السمع والطاعة للأمام المتغلب، مدعيًا أن المظاهرين من الخوارج القعدة وهم من يريدون الفوضي بالبلاد. بدوره أفتى الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية منذ أيام بعدم جواز إطلاق لقب شهيد على قتلى التظاهرات بدعوى أنها تدعو إلى الفتنة، وذلك للتقليل من همة الثوار الذين توعدوا بانتفاضة في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير. ورد علام على سؤال ما حكم إطلاق وصف الشهادة على قتلى التظاهرات والاعتصامات؟، قال إن: "إطلاق وصف الشهيد على المسلم الذي مات في معركة مع الأعداء، أو بسبب من الأسباب التي اعتبرت الشريعة من مات به شهيداً، لا بأس به – كما يقال: "المرحوم فلان"، ويراد الدعاء له بالرحمة- ما دام لا يقصد القائل القطع بشهادته، وإنما قصد بإطلاقه الاحتساب أو الدعاء". وأضاف: أن "من ذهب للتظاهر أو الاعتصام المشروعين، فحصلت حوادثُ تؤدي لمقتله، فيجوز وصفُه بالشهادة دعاءً أو احتسابًا، ما لم يكن معتديًا أو كان سبب هلاكه معصية؛ كمخالفة القانون، أو الخروج للدعوة إلى فتنة، أو العمل على إذكاء نار فتنة، أو الاعتداء على الأرواح أو الممتلكات العامة أو الخاصة، ونحو ذلك، فمن كان كذلك فليس بشهيد، ولا يجوز إطلاق هذا الوصف الشريف عليه".