أثارت فتوى أصدرها الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية بعدم جواز إطلاق لقب شهيد على قتلى التظاهرات بدعوى أنها تدعو إلى الفتنة، حالة غضب في أوساط القوى الشبابية التي اتهمت المؤسسة الدينية بأنها أضحت "أداة في يد السلطة". واعترضت السيدة إلهام شحاتة، والدة الدكتور علاء عبدالهادي شهيد أحداث مجلس الوزراء على فتوى المفتي، وتوجهت إليه برسالة غاضبة، قائلة إن "أعظم مراتب الشهادة هي الشهادة في الخروج ضد حاكم ظالم، ونحن نحتسبه عند الله شهيدًا". وأَضافت شحاتة تعليقًا على تصريحات المفتي: "الحجاج ماتوا هناك سيبتهم ورجعت"، وتابعت "ربنا مش بيدي الشهادة لأي حد، ربنا بيختار، الناس كلها كانت في الميدان ربنا اختار ابني من بينهم". وأكدت ميادة شقيقة الشهيد الدكتور علاء عبدالهادي، أنه من "المعروف أن من يتولى الإفتاء هو مجرد موظف في الدولة يمتثل بأمرها ومن الصعب أن يرفض طلب لها". وأضافت أنه "من النادر أن يتقلد هذا المنصب إنسان مخلص لربه، ومن كان يراعي الله فيتم إقالته"، موضحة أنهم "لا ينتظرون فتوى من المفتي أو غيره فهم ليس لديهم صكوك للشهادة يقومون بتوزيعها على الموتى"، لافتة إلى أن "تصريحات المفتي لن تفرق معهم شيئًا". وقال شريف الروبي، القيادي بحركة "6إبريل - الجبهة الديمقراطية"، إن "رجال الدين "ودوا الدين في داهية"، ومن المفروض أن تحاسب الدولة المفتي علي تصريحاته التي أصدرها دون سند ديني". وأضاف في تعليق إلى "المصريون": "الرسول كان يخرج هو وأصحابه في غزوات وانتفاضات ضد الظلم، فهل معنى ذلك أن الصحابة الذين توفاهم الله "ليسوا شهداء"؟ وقال محمود عزت القيادي بحركة "الاشتراكيون الثوريون"، إن التصريحات التي يتم إطلاقها حاليًا ومنها تصريحات مفتي الجمهورية الغرض منها هو القصاص من الثورة وأصحابها، مضيفًا: "الثورة كانت ضد ظلم مبارك ونظامه استخدم القتل ضد الأبرياء". وأطلق الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية فتوى بأنه لايجوز إطلاق لقب شهيد على قتلى التظاهرات بدعوى أنها تدعو إلى الفتنة، مشيرًا أن إطلاق وصف الشهيد على المسلم الذي مات في معركة مع الأعداء، أو بسبب من الأسباب التي اعتبرت الشريعة من مات به شهيدًا، لا بأس به - كما يقال: "المرحوم فلان"، ويراد الدعاء له بالرحمة- ما دام لا يقصد القائل القطع بشهادته، وإنما قصد بإطلاقه الاحتساب أو الدعاء. جاء ذلك ردا على سؤال "ما حكم إطلاق وصف الشهادة على قتلى التظاهرات والاعتصامات؟"، وشدد على أن من ذهب للتظاهر أو الاعتصام المشروعين، فحصلت حوادثُ تؤدي لمقتله، فيجوز وصفُه بالشهادة دعاءً أو احتسابًا، ما لم يكن معتديًا أو كان سبب هلاكه معصية؛ كمخالفة القانون، أو الخروج للدعوة إلى فتنة، أو العمل على إذكاء نار فتنة، أو الاعتداء على الأرواح أو الممتلكات العامة أو الخاصة، ونحو ذلك، فمن كان كذلك فليس بشهيد، ولا يجوز إطلاق هذا الوصف الشريف عليه.