يوم الإثنين الماضى أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو عن تعيين يوسى كوهين مستشار الأمن القومى الإسرائيلى رئيساً جديداً لجهاز المخابرات الإسرائيلية " الموساد " خلفا لتامير باردو الذى ينهى فترة ولايته فى يناير المقبل بعد عدة سنوات قضاها رئيساً للموساد. ويوسى 54 عاما ولد فى مدينة القدسالمحتلة لأسرة متشددة دينيا وتلقى تعليمه الإبتدائى فى إحدى المدارس الدينية, وهو متزوج وأب لأربعة أبناء. والتحق بالعمل فى الموساد عام 1984 كضابط جمع معلومات ثم انتقل للعمل من قبل الموساد فى عدة دول أوروبية وكان يحمل عدداً من جوازات السفر المزورة التى ساعدته فى العمل والتنقل بسهولة وساعدته شخصيته الاجتماعية وقدرته الكبيرة على التواصل مع الناس على تجنيد عملاء لإسرائيل فى عدة دول وهو ما أهله لتولى مناصب مهمة داخل الجهاز حتى وصل إلى منصب رئيس قسم تجنيد العملاء ثم نائبا لرئيس الموساد واسندت إليه أيضا مع آخرين مهمة تدريب العناصر الجديدة التى كانت تنضم للعمل فى المخابرات ، وبسبب وسامته واهتمامه المبالغ فيه بمظهره وملابسه أوروبية الطراز فقد لقبه زملاؤه بعارض الأزياء . وتنتظر رئيس الموساد الجديد. كما تشير وسائل الاعلام الاسرائيلية تحديات عديدة يأتى على رأسها الملف النووى الإٍيرانى ومحاولة تغيير الانطباع الذى ترسخ فى أذهان البعض من إنه مقرب من بنيامين نيتانياهو وهو ما دفع المحلل السياسى باراك رافيد إلى أن يكتب فى صحيفة هاآرتس قائلاً : إن كون كوهين مقربا من رئيس الوزراء نعمة ونقمة فى نفس الوقت فمن ناحية هو يعرف جيدا ما يدور فى ذهن نيتانياهو، ماذا يحب وماذا يكره ومن ناحية أخرى هو على دراية بنقاط ضعفه وقصوره مستنتجا إلى أن اختبار كوهين الأهم سيكون فى قوله الأمور التى لا تعجب نيتانياهو ومواجهته إن لزم الأمر . واتفق محللون آخرون مع رافيد على أن التحدى الأهم لدى يوسى كوهين سيكون التخلص من تأثير نيتانياهو الذى كان رئيسا له فى السنوات الأخيرة خلال عمله مستشارا له لشئون الأمن القومي، والتحلى بالمهنية والاستقلالية والابتعاد عن محاولة إرضاء نيتانياهو .وكتب المحلل السياسى فى صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاى أن اختيار كوهين يدل على أن نيتانياهو يولى النشاط المخابراتى الخارجى لإسرائيل اهتماما كبيرا لمواجهة الجماعات المتطرفة التى ظهرت فى الدول الإسلامية فى الفترة الأخيرة من خلال تبادل المعلومات الأمنية مع الدول الاخرى المعنية بمواجهة الارهاب . يذكر أن المنافسة على رئاسة أهم جهاز أمنى فى إسرائيل وهو الموساد كانت تنحصر بين كل من يوسى كوهين وأمير إيشل، قائد سلاح الطيران الإسرائيلى السابق . فقد تم تعيين إيشل فى منصبه من قبل نيتانياهو وخمن البعض ان إيشل تولى هذا المنصب بهدف شن هجوم جوى على منشآت إيران النووية لكن هذا لم يحدث ، أيضا كان من بين المرشحين لتولى رئاسة الموساد يوم توف ساميح قائد المنطقة الجنوبية فى الجيش الإسرائيلى سابقا وله خبرات اكتسبها من العمليات العسكرية فى قطاع غزة كما شارك أيضا فى حرب اكتوبر وكان قائدا لاحدى الكتائب فى جنوبلبنان .