قال بيان صادر عن اجتماع لجنة الحوار المشتركة بين الأزهر والكنيسة الأسقفية (الأنجليكانية) في القاهرة اليوم، إنه تم "الاتفاق على تشجيع الأسقفيين الأنجليكان على فهم الإسلام فهمًا حقيقيًا وتشجيع المسلمين على فهم الإيمان المسيحي". و الاجتماع هو الثاني عشر من نوعه طبقا لاتفاقية الحوار الموقعة بين شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري في 30يناير 2002 بقصر لامبث بلندن، وجاء في سياق زيارة رئيس أساقفة كانتربري لمشيخة الأزهر في إبريل 2015 وزيارة شيخ الأزهر لقصر لامبث في يونيو 2015. ورحب الدكتور أحمد الطيب بأعضاء اللجنة بمكتبه بمشيخة الأزهر. وأصدرت اللجنة بيانًا تضمن الأهداف المشتركة التي تم الاتفاق عليها في اتفاقية الحوار وذلك كجزء من أعمال اللجنة المشتركة على مدار الثلاثة عشر عاما الماضية. وهذه الأهداف هي: "الاتفاق على تشجيع الأسقفيين الأنجليكان على فهم الإسلام فهمًا حقيقيًا وتشجيع المسلمين على فهم الإيمان المسيحي"، " التعاون على حل المشكلات والنزاعات التي تحدث بين المسلمين والمسيحيين في الأماكن المتفرقة في العالم وتشجيع القادة الدينيين على استخدام تأثيرهم لتحقيق المصالحة وصناعة السلام". كما تتضمن "العمل معا ضد الظلم والتعدي على حقوق الإنسان، ونشر التعاليم السمحة والصحيحة للإسلام والمسيحية"، و"تشجيع المؤسسات من كلا الجانبين للقيام بدور فعال وإيجابي في عملية التنمية". وافتُتحت الجلسة المشتركة بترحيب الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف السابق ورئيس الأساقفة الدكتور منير حنا أنيس بالأعضاء المشاركين، وأكدا على أهمية الحوار بين المسلمين والمسيحيين في كل أنحاء العالم. وقال البيان إن اللجنة ناقشت قضايا "العنف واستغلال الدين لتبرير الأفكار المتطرفة وأعمال العنف"، "المواطنة حقوق وواجبات"، "دور القادة الدينيين في مكافحة العنف والتطرف باسم الدين". وأكد الأعضاء المتحاورون أن "الإرهاب فكر عداوني، يقتضي مواجهته بالفكر الصحيح"، و"أن الإرهاب في أغلب صوره وأشكاله ينتج من استخدام النصوص الدينية بصورة خاطئة باقتطاعها من سياقاتها، وبفهمها بمعزل عن ظروفها الزمانية والمكانية، وواقعها المعاصر ومستجداته". وشددوا على "وجوب التصدي للفكر الإرهابي وتكاتف الجميع، في سبيل القضاء عليه قبل استفحاله"، و القضاء على التهميش الاجتماعي للأقليات العرقية والدينية في العالم كله، وعدم التمييز بين البشر بسبب الدين أو اللون أو الجنس". وأكدت اللجنة على ضرورة الإكثار من عقد مثل هذه الحوارات والندوات. وأثنت على جهود الأزهر في عقد المؤتمرات وإصلاح التعليم وإرسال قوافل السلام إلى قارات العالم المختلفة، وغير ذلك مما كان له أثر قوي في مواجهة الفكر المتطرف، وإشاعة الوسطية والسماحة. و أعربت اللجنة عن تقديرها للدور الذي يلعبه رئيس أساقفة كانتربري في مواجهة الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة وفي المجتمع الأسقفي (الأنجليكاني). و استنكرت الاعتداءات الأخيرة التي وقعت في بيروت وباريس ومالي وأكدت على أهمية توحيد جهود المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه المالية والعسكرية. وأثنت اللجنة على مشروع "معا من أجل مصر" والذي ضم مائتي إمام وقسيس، والذي تم تحت إشراف بيت العائلة المصرية، ورعاية الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر. وأكد أعضاء اللجنة على التواصل خلال العام لتشجيع الحوار على مستوى القادة الدينيين في الأزهر الشريف والكنيسة الأسقفية (الأنجليكانية) وعلى مستوي الشعوب.
وفي ختام الجلسة اتفق أعضاء اللجنة على أن يكون الاجتماع القادم في المملكة المتحدة في خريف 2016. والموقعون على البيان هم: الدكتور محمود حمدي زقرزق (رئيس اللجنة)، المطران منير حنا، الدكتورمحيي الدين عفيفي، الأسقف توبي هوارث، الدكتور إبراهيم الهدهد، الأسقف جوناثان، السفير عبد الرحمن موسى، القس مارك بولسون، الدكتور محمد جميعة. شاهدالصور شاهدالفيديو