حالة من اليأس وفقدان الأمل عبر عنها خبراء ومتخصصون فى الموارد المائية، بعد فشل المفاوضات التى تُجريها مصر مع إثيوبيا بخصوص سد النهضة وتمادى أديس أبابا فى بناء السد غير عابئة بما قد تصل له القاهرة من «جنون». ودفعت حالة اليأس الخبراء إلى التأكيد على أن قضية سد النهضة تُشبه الصخرة الضخمة الملقاة على عاتق القاهرة، معتبرين أنه "لا أمل فى المفاوضات الفنية التى تُقبل فيها مصر أيادى إثيوبيا للجلوس على طاولة المفاوضات والتفاوض". ووصف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة والرى بجامعة القاهرة، نفسه طوال سنوات مضت من حث المسئولين عن ملف سد النهضة باتخاذ خطوات حاسمة تجاه القضية بأنه كالذى يجرى مهرولاً فى الطريق بعد أن فقد عقله ولم يصدق ما يحدث حوله. وقال نور الدين ل "المصريون"، إنه لا أمل فيما تجريه مصر من مفاوضات فنية خاصة بالسد، وخصوصًا بعد تعقد المشهد، وانحياز السودان لإثيوبيا، وإصرار إثيوبيا على تجاهل المفاوضات ضاربة بها عرض الحائط، مطالبًا ب"تدويل" القضية فورًا. وقال الدكتور رضا الجمال، خبير التعدين والجيولوجيا، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى تخطى عقلية التفكير فى الحلول الفنية، وإنه على مقربة من اتخاذ قرار قوى ربما لايتوقعه أحد، موضحًا أن القيادة السياسية المصرية الحالية لا تعرف عقلية التفاوض بغير أن يكون هناك حلول فعلية وبدائل واضحة. وأضاف الجمال ل"المصريون"، أن "السيسى لا يعرف الهزيمة وأن لديه حلولاً هادئة وسيكون لها نتيجة فورية ولكنه ينتظر الوقت المناسب"، وتابع: "يبدو أننا أصبحنا على بعد خطوات قليلة من حلول السيسى غير العادية والمفاجئة للجميع". وكان الدكتور أحمد الشناوى، خبير السدود العالمي، قد دعا السيسى فى حوار أجراه مع "المصريون"، أواخر أكتوبر الماضي، إلى ضرب سد النهضة الإثيوبى عسكريًا، محذراً من خطورة الانتظار حتى يوليو القادم، وقت أن تكون إثيوبيا قد ملأت بحيرة السد. واعتبر الشناوى، أن ضرب السد حاليًا هو مطلب أساسى لابد منه، منتقداً الداعين إلى استمرار المفاوضات الفنية ووصفها بأنها "مضيعة للوقت وفى صالح إثيوبيا". يأتى ذلك فيما أجلت إثيوبيا المباحثات الفنية التى تُجريها مع مصر، للمرة السادسة على التوالي، بناء على طلب من وزير خارجية إثيوبيا لانشغاله بالسفر إلى كينيا فى هذا الوقت، حيث كان من المقرر أن تُعقد المباحثات اليوم وغدًا. ويعتبر خبراء مصريون، أن إثيوبيا تتعمد إضاعة الوقت وتأجيل المباحثات بهدف إنهاء بناء السد، حيث استطاعت بالفعل انجاز ما يقرب من نصفه، وسط مخاوف متصاعدة من انهيار السد فى فترة ملء خزانه ما يؤدى إلى تغيير مسار مجرى نهر النيل وإخفاء معالم مصر الحضارية. وتُقيم إثيوبيا السد على النيل الأزرق والذى يُغذى نهر النيل بما يقرب من 86% من إجمالى مياهه، وتقول إن هدفها من إنشاء السد هو توليد الكهرباء، فيما يُشكك المصريون فى نوياها الحقيقية وينحاز السودان (الطرف الثالث) فى القضية إلى إثيوبيا.