انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية، تبريرات الحكومة لحوادث حالات الوفاة نتيجة التعذيب داخل السجون المصرية، مشيرة إلى أن المسئولين المصريين عادة ما يقاومون الانتقادات المتعلقة بمعاملة المحتجزين، وينبذون الاتهامات بالوحشية، وهو الأمر الذي ربما يدفع الشعب نحو التظاهر وثورة جديدة. وأوضحت الصحيفة أن الموقف الدفاعي للحكومة أثار غضب الشارع المصري ووسائل الإعلام الموالية للنظام وخاصة بعد وفاة المواطن طلعت شبيب داخل قسم شرطة الأقصر، مما دفع البعض للنزول في تظاهرات ضد الشرطة. وقالت الصحيفة: "بعد مرور نصف ساعة من إلقاء الشرطة القبض على طلعت شبيب في مقهى بالأقصر الأسبوع الماضي، باتهامات تتعلق ببيع المخدرات، عاد إلى أهله جثة هامدة عليها علامات تعذيب، وكدمات زرقاء واسعة النطاق، وفقا لأقاربه". وأشارت الصحيفة، في سياق تقرير لها، إلى أن تكرار حالات التعذيب داخل السجون صعّب على النظام تجاهل المشكلة، وشكل تحديًا غير متوقع لحكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مضيفة: "ورغبة منهم في أن يظهروا في وضع المستجيب، نقلت السلطات أربعة ضباط متهمين بضرب شعيب إلى أقسام شرطة أخرى، بانتظار نتائج التحقيق، وفقًا لتقارير إخبارية محلية". ولفتت إلى بيان وزارة الداخلية الذي ذكرت فيه أنه "لا تهاون في التعامل مع التجاوزات الفردية لبعض رجال الشرطة"، كما أجرى "السيسي" زيارة مفاجئة إلى أكاديمية الشرطة بالقاهرة، متعهدًا بمعاقبة الضباط الذين يرتكبون انتهاكات، مع التأكيد أن وتيرة حدوث مثل هذه الحالات "محدودة". وأضافت الصحيفة: "القوات الأمنية استمتعت بسلطات واسعة النطاق تحت حكم السيسي، حيث ألقت القبض على آلاف الإسلاميين والمعارضين السياسيين في إطار حملة من الاعتقالات لم يقابلها إلا القليل من الغضب الشعبي، لكن هذه الحكومة مثل سابقاتها وجدت أنه من الصعب أن تحفف حدة الغضب تجاه عنف الشرطة المنتشر والشائع والذي لا يميز بين أعداء الوطن وبين مواطنين بعيدين عن السياسة المصرية خطيرة العواقب". وتابعت: "الحكومة تدرك تمامًا المخاطر، إذ تسبب مقتل الشاب المصري خالد سعيد عام 2010 على يد مخبرين في الإسكندرية في بلورة احتجاجات بدأت في 25 يناير، وتسببت في النهاية في الإطاحة ب محمد حسني مبارك". واستطردت: "مثل خالد سعيد، لم يكن طلعت شبيب معارضًا، بل ظل بعيدًا عن عالم السياسة، وكان يعول نفسه عبر بيع أوراق البردى إلى السياح، بحسب عائلته، وأتبع موت شبيب احتجاجات واسعة في الأقصر، تلك المدينة الجنوبية التي تقع في أحد أهم المقاصد السياحية، والتي لا يعرف عنها معارضتها للحكومة، وخلال أيام من موته، لقي شخص مصرعه بمدينة الإسماعيلية، واندلعت احتجاجات أيضًا".