شهد عام 2015 مسلسلاً من الانتهاكات ظل عرضا مستمرا منذ بداية العام وما زالت أجواؤه مستمرة بنهايتها. المفوضية المصرية للحقوق والحريات رصدت في تقرير أصدرته بعنوان "الحق الممنوع"، 658 انتهاكا تعرض لها الصحفيون خلال عام 2015، من بينها 258 واقعة تم منعهم خلالها من ممارسة العمل. وأضافت المفوضية أن من بين الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون حدوث 138 واقعة اعتداء بدنى ضد الصحفيين والإعلاميين، بالإضافة إلى 118 واقعة احتجاز وتوقيف، و52 واقعة حبس و45 واقعة مصادرة وكسر معدات و20 واقعة اعتداء لفظى و9 وقائع وقف ومنع نشر إلى جانب 6 بلاغات وقضايا، مشيرة إلى تزايد وتيرة استهداف الصحفيين والقبض عليهم أثناء تأدية. فيما أكدت لجنة حماية الصحفيين الدولية أن 18 صحفيا داخل السجون، وذلك في الوقت الذي أكدت فيه نقابة الصحفيين أن عدد المعتقلين من أعضائها بلغ 30 شخصا، بالإضافة إلى صحفيين آخرين غير أعضاء في النقابة في حين تقدّر منظمات حقوقية ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين بمصر إلى 110 صحفيين وإعلاميين. أما منظمة هيومن رايتس مونيتور، فقد أكدت احتجاز أكثر من 60 صحفيا وصحفية في الحبس الاحتياطى في النصف الأول من عام 2015، كما صدر في الشهور القليلة الماضية أحكام تعسفية بحق عدد منهم، بحسب قولها. ومن الانتهاكات ضد الصحفيين أيضًا قضت محكمة مصرية بأحكام بين الإعدام والسجن المؤبد على 14 صحفيا وإعلاميا في قضية غرفة عمليات رابعة مع أحكام أخرى بعشرات السنوات على آخرين في قضايا أخرى. ومن أشهر حالات الانتهاكات التي حدثت ضد الصحفيين.. "البطاوي" الصحفي بمؤسسة أخبار اليوم ألقت قوات الأمن يوم الأربعاء 17 يونيو 2015 القبض على محمد صابر أحمد البطاوي الصحفي بمؤسسة أخبار اليوم وعضو نقابة الصحفيين بعد مداهمة منزله بمدينة طوخ بمحافظة القليوبية. وأوضحت أسرته أنه تمت مداهمة المنزل دون إبداء إذن نيابة بالتفتيش كما قامت القوات بتكسير محتويات المنزل والتحفظ على أوراق تخص دراسة زوجته للماجستير والحاسب الشخصي والهاتف المحمول الخاص بها. تم تجديد حبس البطاوي ما يزيد على 10 مرات على ذمة التحقيقات التي تجري معه على خلفية اتهامه بالانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون. وطالب البطاوي أثناء عرضه بالإفراج عنه نظرا لسوء حالته الصحية بعد إصابته بالحساسية ولتوقف حياته الشخصية والعملية إبان اعتقاله، كما طالب بالسماح بإدخال ملابس ثقيلة نظرا لبرودة الجو في الزنزانة. أبو عوف يواجه اتهامًا بالانتماء لجماعة محظورة داهمت قوات الأمن منزل الزميل عبد الرحمن أبو عوف، الصحفي في "القومية للتوزيع" الحكومية، واقتادته إلى مقر الأمن الوطني بالقناطر الخيرية، حيث خضع لاستجواب وأمرت النيابة بتجديد حبسه 15 يوما على ذمة التحقيق. وقالت زوجته ل"المصريون" إن الأمن الوطني صادر جهاز "اللاب توب" الخاص بالزميل، بالإضافة إلى جهاز الكمبيوتر، والعبث بمتعلقات المسكن. شوكان التهمة كاميرا برغم من أنه تم القبض عليه أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة، إلا أنه ما زال داخل السجن حتى الآن، اعتقلت السلطات المصرية شوكان والعديد من المتظاهرين السلميين وصحفيين أجانب في استاد القاهرة لمدة يوم واحد، وذلك بعد ضربه ضربا مبرحا وتجريده من كل معداته، ثم قامت بإطلاق سراح الصحفيين ونقل شوكان إلى قسم أول القاهرة الجديدة، ثم إلى سجن أبو زعبل، حيث بقي رهن الاعتقال حتى يومنا هذا. وجهت له النيابة العامة تهما بالقتل والتجمهر والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وأمرت بتجديد حبسه طيلة 500 يوم، وحتى الآن لم تنظر السلطات المصرية في طلبات الإفراج عنه، كما حدث مع مصور قناة الجزيرة عبد الله الشامى، فكما قالها شوكان بعد مرور عام على اعتقاله: "خرج الشامى ولم أخرج أنا ومازلت في انتظار دوري". حسن القباني تم حبسه احتياطيا على ذمة القضية رقم 718 لسنة 2014 والمعروفة إعلاميا بالتخابر مع النرويج والولايات المتحدة. وأوضح شقيقه حسين القباني أن الجريمة التي تحدث في حق أخيه تتمثل في استمرار منع ذوي حسن من حضور المحاكمة بما ينعدم معها أن تكون محاكمة علانية، ووصل الأمر إلى حد تضليل المحامين بإخبارهم على غير الحقيقة باستمرار حبس حسن القباني لنفاجأ بأنه حصل على إخلاء سبيل من المحكمة وقامت النيابة بالاستئناف على القرار وأيدت المحكمة استئناف النيابة. صحفي جريدة النهار اختفاء قسري تقدمت نقابة الصحفيين ببلاغ تتهم فيه وزارة الداخلية بإخفاء الصحفى بجريدة النهار محمود مصطفى سعد قسريا، وذلك بعد تلقي النقابة شكوى من زوجة الزميل حول اختفائه عقب اتصال معه خلال سفره إلى لندن. وحملت زوجة سعد الجهات الحكومية المسؤولية عن سلامته الشخصية وطالبت بالكشف عن مكان إخفائه. هشام جعفر واقتحام مقر مدى للتنمية اقتحمت قوات الأمن مقر مؤسسة مدى للتنمية الإعلامية، وألقت القبض على هشام جعفر رئيس مجلس أمناء المؤسسة واقتادته إلى منزله لتفتشيه. وبعرض جعفر على نيابة أمن الدولة العليا قررت حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهمة الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين وتلقي رشاوى دولية. حسام الدين السيد قامت أجهزة الأمن المصرية باقتحام منزل الصحفي وعضو نقابة الصحفيين المصرية حسام الدين السيد وإلقاء القبض عليه واحتجازه في مكان غير معلوم، وتم حبسه 15 يوما بعد تحقيقات استمرت 5 ساعات لاتهامه بالانضمام للإخوان المسلمين. محمود مصطفى قررت نيابة أمن الدولة العليا، حبس محمود مصطفى الصحفي 15 يوما على ذمة التحقيق بعد تحقيقات استمرت 5 ساعات. من جهتها، قالت أسرة محمود إن محاميه لم يتمكن من الحضور معه بعد منعه من قبل أمن المحكمة، مشيرة إلى أنه تم نقله إلى سجن الجيزة المركزي عقب إخفائه ثلاثة أيام بمقر الأمن الوطني بالسادس من أكتوبر تعرض خلالها لتعذيب بشع خلال استجوابه. صحفي يلقي حتفه بعد اختطاف الأمن له الصحفى علاء أحمد سليم لقى حتفه بتاريخ 10 أغسطس بعد اختطاف قوات الأمن له من منزله بمدينة العريش، إلى أن فوجئت الأسرة بجثمانه يبدو عليه آثار تعذيب وطلقات نيران بعد اختفائه 10 أيام. "نقابة الصحفيين": أوضاع الصحفيين في أسوأ مرحلة مرت بها قال خالد البلشى عضو مجلس نقابة الصحفيين، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، إن أوضاع الصحفيين في أسوأ مرحلة مرت بها على مر التاريخ، بسبب التضييق على حرية الصحافة والمناخ العام الذي يمارس فيه الصحفيون عملهم. وأضاف البلشى في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أنه تم القبض على عدد من الزملاء أثناء تغطية الانتخابات، فضلًا عن مصادرة معداتهم الصحفية، بالإضافة إلى مسح بعض المواد الصحفية التي تم تصويرها من فيديوهات وصور. وتابع أن الدولة تفرض على الصحافة قيودا لإخفاء الحقيقة، مشيرا إلى تخوف الدولة من إظهار حقيقة الوقائع، مؤكدا أن الدولة والنظام الحالى لديها مشكلة مع الصحافة، ولولا ذلك ما قامت بتلك الإجراءات القمعية ضد الصحفيين. فيما قال أبو المعاطى السندوبي، عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، إنه على النقابة أن تتخذ مواقف أكثر شدة للدفاع عن أبناء المهنة، فضلًا عن اتخاذ إجراءات عملية لحماية الصحفيين. وأضاف السندوبى أن النظام يتمادى في العدوان على الصحفيين من انتهاكات بتكسير معدات الصحفيين والمصورين لعدم وجود جهات رقابية عليها تحاسبها على الأخطاء في حق الزملاء بعد أن رفع المجلس الأعلى للصحافة يده عن أخذ حقوق الصحفيين. وتابع: في ظل الوضع الحالى لابد أن يدعو المجلس بقيادة نقيب الصحفيين يحيى قلاش إلى احتجاب الصحف أو التوقف عن نشر أخبار الجهات التي تنتهك حقوق الصحفيين في العمل، مثلما حدث مع رئيس نادى الزمالك ومنع نشر اسمه، موضحا أن انتهاكات الداخلية تتزايد باستمرار.