أصدرت مكتبة جزيرة الورد بالقاهرة كتابا تحت عنوان عواصف الربيع العربي :محاولات إجهاض الثورة للمؤلف أ.د.حلمي القاعود . وتناول القاعود في كتابه الظروف التي نشأت فيها الثورات العربية وأنها جاءت في وقت ظن الناس في مشارق الأرض ومغاربها أن الشعوب العربية لن تتحرك أبدا ، ولن تنهض لمواجهة جلاديها وظالميها ، وأنها تحولت إلى مجرد جثة هامدة لن تقوم من رقدتها . وأشار إلى أن خصوم الأمة يعيشون في وهم كبير خططوا على أساسه أنهم باقون وراسخون إلى الأبد ، وأن بإمكانهم ممارسة المزيد من القهر والاستلاب وسحق كرامة شعوبهم من العرب والمسلمين، ولكن الأقدار فاجأت الطغاة والخصوم من حيث لا يحتسبون . وقال قاعود أن شرارة الثورات العربية انطلقت من بلدة في أعماق تونس اسمها " سيدي بوزيد " ، حيث هب الشعب التونسي ، يواجه الطاغية هناك ، وفي أقل من أسابيع محدودة انهار النظام المستبد الإرهابي الدموي المعادي للإسلام ، وهرب الطاغية مع أسرته وبعض اللصوص الكبار ، وحملوا ما استطاعوا من أموال ومنهوبات ، وانكشفت بعد رحيله مخازي وفضائح لا تليق بحاكم يحمل ذرة من إنسانية ، فضلا أن يكون حاكما مسلما ! واستطر قائلا وما لبثت الشرارة أن امتدت إلى قلب العروبة النابض ، واشتعلت الإسكندرية والقاهرة والسويس وغيرها من مدن المحروسة ؛ بهدير الشعب الثائر ، كما اشتدت عواصف الدم في ليبيا واليمن وسوريا ، وأخذ الطغاة يخلعون برقع الحياء ، واستخدموا الأسلحة الثقيلة على مدى الشهور الطويلة الماضية ، تشبثا بكراسي لا شك أنها زائلة . وأشار قاعود إلى أن هناك قوى خارجية وداخلية تتربص بالثورات العربية لا تريد لها الوصول إلى بر الحرية ولكن مع وجود الشباب المخلص والذي لا يبخل بدمائه على وطنه فإن الثورات لا شك ستنجح وتحقق أهدافها .