كان لسقوط الطائرة الروسية في سيناء وما ترتب عليه من تعليق عدد من الدول رحلاتها إلى مصر تأثيره على حجوزات بعض الشركات السياحية الخاصة بالأعياد الشتوية، الأمر الذي خلق حالة من التوتر خيمت على موسم السياحة، ولكن السؤال الذي يطرح حاله هل تستطيع الحكومة التفكير خارج الصندوق وابتكار سبل جديدة لجذب السياح خاصة مع اقتراب موسم الكريسماس. الخبراء في مجال السياحة أكدوا أن بعض الرحلات السياحية ألغت الحجز الخاص بها بعد تلك الأحداث في حين أوقفت رحلات أخرى حجزها لحين اتضاح مجريات الأمور. عمرو صدقي، الخبير السياحي نائب رئيس غرفة شركات السياحة، الرئيس الدولي لاتحاد شركات السياحة الأمريكية السابق، أكد أن الأزمة التي يعشيها قطاع السياحة في الفترة الحالية تتشابه مع أزمات عدة مر بها من قبل وإن كان تأثيرها أقوى بكثير، على حسب قوله. وأضاف صدقي في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن هناك رحلات سياحية ألغت الحجز قبل أعياد الكريسماس واحتفالات الموسم الشتوي، كما أن هناك شركات لم تلغ الحجز ولكنها أوقفته لحين إيضاح مجريات الأمور، مشيرًا إلى أن نسبة الأشغال في إحدى الفنادق كانت من 70 إلى 80% فانخفضت إلى 10%. وتابع نائب رئيس غرفة شركات السياحة أن الأزمة اتخذت طبعًا سياسيًا واقتصاديًا، مطالبًا بعدم مهاجمة الدول التي علقت رحلاتها إلى مصر حتى نرى كيف تسير مجريات الأمور وذلك حتى لا نزيد الأزمة سوءًا مستنكرًا مهاجمة بعض المنظمات لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعليق الرحلات الروسية إلى مصر. وأوضح صدقي أن هناك بعض الدول التي تعتبر أسواقًا سياحية إلى مصر مازالت تتعامل معنا، مؤكدًا أن الحديث عن الاعتماد على السياحة الداخلية والعربية غير صحيح وذلك لأنها لا تمد مصر بالعملات الصعبة التي تعود علينا من السياحة الأجنبية، فضلاً عن كونها سياحة موسمية ترتبط بمناسبات بعينها عكس السياحة الأجنبية. وأشار صدقي إلى إمكانية أن تلعب الشعوب الأجنبية دورًا في الضغط على حكوماتها للعودة إلى السياحة المصرية، خاصة أن مصر أسعارها السياحية بسيطة وموقعها الجغرافي مميز، متحدثًا عن تجربة حدثت معه شخصيًا وهو أن إحدى الدول طالبته بوقف رحلة سياحية معه حتى تضح الأمور في مصر، مؤكدًا وجود مؤامرة دولية على مصر لضرب النظام المصري وإحراجه دوليًا قائلا: "الدولة أصبحت في خطر خاصة مع خسارة مصر 7 مليارات دولار كانت تكسبها في الموسم السياحي الواحد". فيما قال رشاد رفاعي، رئيس شركة مصر للسياحة، إن بعض الأفواج السياحية ألغت حجوزات لها علاقة بالموسم الشتوي واحتفالات أعياد الكريسماس، مشيرًا إلى أن سقوط الطائرة الروسية بسيناء هو حادث يمكن أن يقع في أي مكان في العالم لكنه اتخذ اتجاهًا سياسيًا، مما زاد من التأثير الشديد السلبي له على السياحة. وأضاف رئيس شركة مصر للسياحة أنه تم عمل اتصالات بهيئة تنشيط السياحة لتنشيط السياحة الداخلية، مؤكدًا أنه بعد انتهاء التحقيقات سيكون هناك منحى آخر للأمور، موضحًا أن ثلاث شركات سياحية روسية الأكثر شهرة أكدت له أن الحادث أخذ اتجاهًا سياسيًا ولكنهم متبنون وجهة نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.