كشف الرئيس عبد الفتاح السيسى أنه يعي ويعايش تماما حياة المصريين ويقر بأهمية شعورهم بثمار الاستثمارات الواردة إلى مصر. ودعا السيسى المصريين إلى الصبر، وقال: "شعور المصريين بثمار الاستثمارات والإجراءات التي نتخذها، بصراحة سوف تستغرق وقتا". وأكد استمرار "محاولة تخفيف الظروف المعيشية للبسطاء وذوي الدخول المحدودة"، فإنه طالب الشعب بأن يدرك بأن إنشاء المشروعات الاستثمارية، كتلك التي توفر فرص العمل، مثل المصانع يحتاج إلى وقت حتى يبدأ جني الثمار. واعتبر السيسي هذا المكاشفة جزءا من نهجه في مصارحة المصريين بحجم المشكلات الموروثة منذ سنوات طويلة. وقال: "عندما أقول للمصريين لن أبيع لكم الوهم، أنا صادق فيها، وذلك من خلال حوار له مع شبكة ال"بى بى سى". وكشف عن أنه تلقى نصائح بألا يكون بهذه الدرجة من المصارحة والوضوح في مخاطبة المصريين بشأن المشكلات الكبرى التي تواجه البلاد. وقال: "المصارحة مهمة في مصر.. مخاطر عدم المصارحة أكبر من الحديث.. لازم الناس تعرف". وضرب مثالا أنه عندما صارحنا الناس بحجم مشكلة الكهرباء والغاز ولم نبع لهم الوهم، تمكنا من حل المشكلة. وقال: "لو كنا فعلنا ذلك، ما حللنا مشكلة الكهرباء جذريا التي لا تزال بعض الدول تواجهها حتى الآن". كما نصح السيسي أيضا الإعلام والناس بالصبر على المسئولين الجديد وإعطائهم فرصة للعمل باطمئنان حتى يمكنهم الإنجاز. وقال: "يجب أن يعطى المسئولين فرصة للعمل. وليس من المعقول أن نتخذ إجراء بعد أول مشكلة (تواجه أو يتسبب فيها أي مسئول)". وأضاف: "نريد أن نجعل العامل في وظيفة عامة مطمئنا كي يعمل". ووجه السيسي رسالة للعالم بأن مصر حققت الكثير في مجال مكافحة الإرهاب. ورفض تماما القول إن مصر لن تنجح بما فشلت فيه دول كبرى بإمكانياتها وأجهزتها القوية. وقال: "فشلت دول عظمى في محاربة الإرهاب لا ينطبق علينا في مصر لأنه في مصر الجيش يحارب الإرهاب لحماية مصر وشعبها". وأكد أن الجيش يعرف ماذا يفعل تماما. ودلل على ذلك بنجاح الحملة العسكرية في سيناء. وقال إن نسبة "الأمن والسيطرة في سيناء لا تقل عن 90 في المائة". ونبه إلى أنه ليس هناك جماعة من هذه الجماعات الإرهابية "يمكن أن تهزم دولة". وقال: "هزيمة الإرهاب تماما في مصر "مسألة وقت". وأوضح أنه يعي تماما أن تحقيق الاستقرار والتنمية في سيناء "يستدعي التخلص من هذه العناصر" الإرهابية. وتثير بريطانيا وسياسيين بريطانيين دائما قضية المصالحة الشاملة في مصر بما يفسح الطريق لعملية سياسية تشمل الجميع، بما في ذلك الإخوان المسلمين. غير أن السيسي قال إن الأمر ليس بيده ولكن الأمر يرجع إلى الشعب والرأي العام في مصر. وأضاف: "الشعب المصر واخذ على خاطره وغضبان .. ويتساءل : ليه عملتوا فيا كده.. لم يكن الأمر يستحق كل ذلك." ووجه رسالة إلى الغرب قائلا " كان بيان 3/7 يدعو للمصالحة وعدم إقصاء أحد ولكنهم لجئوا إلى العنف وروعوا الناس." وأكد أن المصالحة ليس قرارا يمكن أن يصدر من السلطات العليا ويفرضه على الناس. وقال: " لا يستطيع أحد بشكل فوقي أن يتحدث عن إجراء مصالحة الآن". وأكد مجددا أن الجيش "حذرهم كثيرا" ، في إشارة إلى الإخوان المسلمين، الذين لم يشر إليهم، كعادته، بالاسم. وفي مواجهة انتقادات بعض وسائل الإعلام والسياسيين ومؤيدي الإخوان في بريطانيا والاتهامات بانقلاب الجيش على شرعية الإخوان، قال السيسي: " الملايين تحركوا في الشوارع .. وقالوا لن نكمل هكذا "بطريقة الإخوان في الحكم". وأضاف " الشعب فعل ذلك مرتين في 25 يناير و30 يونيو ، والجيش احترم هذا لأن البديل كان هو حرب أهلية". ويذكر أن موقف الحكومة البريطانية الرسمي يرى أن تحرك الجيش في 3 يوليو مسنودا بتأييد شعبي كبير في مصر. وطالبت الحكومة أعضاء البرلمان بأن يدركوا أن ما حدث في مصر لم يكن انقلابا عسكريا، وإنما استجابة من جانب الجيش لتحرك الشارع. وردا على انتقادات منظمات حقوق الإنسان الغربية لسجل مصر في مجال الحريات وحقوق الإنسان، أصر السيسي على ضرورة مراعاة التوازن بين الحريات والأمن والاستقرار الضروريين. وقال: "نريد أن نوازن بين الأوضاع التي تمر بها مصر والمنطقة حولها وبين الحريات حتى لا تنزلق مصر إلى مخاطر". غير أنه أكد أن أحدا في مصر لا يمنع التظاهر والقانون ينظمه ولا يمنعه. وقال: "لو كان الأمر يتعلق بالتظاهر للتعبير عن الرأي لن يمنعه أحد ، ولكنه لا يمكن السماح بالتكسير والعنف".