مازالت أحداث مجلس الوزراء الأخيرة وما تخللها من حرق "المجمع العلمى" تثير جدلا واسعا بين المواطنين خارج ميدان التحرير، حيث أكد البعض أن المعتصمين بالميدان ليسوا سوى تشكيلة من الباعة الجائلين والبلطجية، فيما شدد البعض الآخر على أن المتواجدين هناك هم ثوار 25 يناير، ولذا حرصت "المصريون" على رصد ما يحدث فى الميدان عن قرب للتعرف على حقيقة ما يجرى هناك بالفعل والمساهمة فى تقريب الصورة . بالإضافة، إلى وصول عدد خيام المعتصمين والذين لا ينتمون إلى تيارات سياسية حوالى 25 خيمة, يشاركهم فيها عدد من مصابى الثورة، يوجد حوالى 5 خيام للباعة الجائلين وأطفال الشوارع. فوزية عجوز متسولة فى الميدان، تخطت ال60 ربيعاً، تؤكد أنها بلا مأوى وعنوانها هو الشارع، موضحة أنها كانت تتسول أمام مسجد السيدة زينب, حتى أرشدها أحد الأشخاص إلى الاعتصام بالتحرير حتى تأكل وتشرب. وأضافت:" أبلغنى أن الحكومة سوف تصرف شقة و2000 جنية لكل المعتصمين وأنا هنا فى التحرير لا أخذت شقة ولا فلوس ولا حتى بطانية". أما فاتن "18 سنة"، تبيع الشاى بالميدان، تفيد بأنها من سكان نهضة مصر، وأتت إلى التحرير منذ بدء الثورة فى 25 يناير، لتعمل وتعتصم وتتضامن مع المصابين منذ بداية الثورة حتى أحداث مجلس الوزراء. فى المقابل لم تجد مريم "15 سنة " ( أحد بنات الشوارع)، مكانا أكثر دفئاً من ميدان التحرير الذى تعتبره أأمن شوارع وميادين القاهرة، وتقول: " هربت من أهلى واحتضننى الشارع 10 سنوات، وفشلت محاولة عودتى لأهلى لسيطرة البلطجية علىّ، خاصة حسام الذى أقنعنى بأكذوبة الحب والزواج من أجل إصلاح غلطته معى. وتضيف:" مفيش مكان تانى غير التحرير نقدر نقعد فيه براحتنا، ما صدقنا لاقينا مكان ننام فيه من غير ما حد يضربنا ولا يؤذينا ولا يغتصبنا "، مؤكدة أن معها أكثر من 50 فتاة فى الخيمة لهم نفس قصتها. بينما تعتصم عزة سيد إبراهيم ( عاملة نظافة بمستشفى الصدر) فى ميدان التحرير لسبب مختلف، حيث جاءت لتحتمى بالميدان من زوجها الذى أراد أن يبيع ابنتها "حبيبة السيد جوهرى" مقابل حفنة من الجنيهات، فجاءت إلى الميدان باحثة عن مأوى وحل لمشكلتها من أجل حياة كريمة. ومن جانبه، يؤكد محمد الجارحى شقيق الشهيد مصطفى الجارحى، تواجد فتيات ليل يشربن الخمر ويتناولن أقراصا مخدرة مع مجموعة من البلطجية داخل الخيام وقام بتقسيم الميدان إلى ثلاث طبقات، الطبقة الأولى الباعة الجائلون وتشمل 35% من الميدان والطبقة الثانية بلطجية وتشمل 45% والطبقة الثالثة المتظاهرون والثوار وتشمل 20%. ويشير محمد العسكرى بائع بالميدان، إلى توافد أشخاص إلى الميدان بعد الساعة الثانية صباحاً ويقومون بتوزيع وجبات الأكل والمياة المعدنية وأظرف على المعتصمين داخل الخيام . ويذكر علاء عاطف 21 سنه أنه كان محبوسا فى مؤسسسة الجيزة للأحداث، لمدة 8 سنوات وتعلم العديد من الحرف داخل المؤسسسة وأنة يريد عملاً شريفاً قائلاً " أنا عايز أنظف " وهلتزم بشغلى وأحسن ما أطلب من حد جنيه وقال إن تواجده بالميدان من أجل الأكل. من ناحية أخرى تواجدت خيمة كبيرة عبارة عن معرض للصور ورسومات لبعض فنانى الثورة والرسوم الكاريكاترية من المليونيات التى شهدها الميدان، بالإضافة إلى صور الشهداء وصور أحداث العنف. وفى الوقت نفسه يعرب أصحاب المحلات التجارية الموجودة بالميدان عن استيائهم لقلة حركة البيع والشراء وتوقفها تمام بسبب الاعتصام، واضطرارهم لإغلاق المحلات أكثر من مرة بعد تزايد حدة الاشتباكات فى بعض الأحيان. ويقول ممدوح عبد العال، أحد العاملين بأحد المطاعم بميدان التحرير: إن استمرار الاعتصام يؤثر بشكل كبير على حركة البيع والشراء والتى انخفضت إلى ما يقرب من 90 %. ويشير محسن عابد محاسب بشركة سياحية، إلى أن المعتصمين المتواجدين الآن بميدان التحرير ليسوا ثوار 25 يناير، ومعظمهم من أطفال الشوارع. أما شارع محمد محمود فيخيم عليه الهدوء، حيث عادت إليه الحياة الطبيعية ويلعب بعض الأطفال كرة القدم أمام الجدار الخرسانى المقام بمنتصف الشارع.