قالت مصادر في المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في المغرب، لوكالة "قدس برس" إنها اكتشفت قبر عبد الحق الرويس، الذي يعتبر واحدا من أشهر المختطفين في عهد الملك الراحل الحسن الثاني. وقد اختطف الرويس في 12 مارس عام 1964، عندما كان زعيما عماليا، وأحد رموز اليسار المغربي الناشئ، الذي كان يخوض معركة شرسة في مواجهة الملكية المغربية، في زمن بدأت تنحسر فيه الملكيات في العالم العربي، وتقيم "الثورات الشعبية" أنظمة جمهورية بديلة. وأضافت نفس المصادر أنه تم أخذ عينات من الرفات، الذي ضمه القبر المكتشف قبل يومين، بمقبرة ابن مسيك بمدينة الدارالبيضاء، وسيتم الإعلان الرسمي عن العثور على القبر، وشطب اسم عبد الحق الرويسي من لائحة مجهولي المصير، لإضافته إلى لائحة المتوفين، خلال ما يسمى ب "سنوات الرصاص المغربية". وقد أمضت عائلة الرويسي العقود الأربعة الماضية في البحث عن عبد الحق، الذي اختطف من أمام مقهى أوليفري الشهير في مدينة الدارالبيضاء، العاصمة الاقتصادية للملكة، دون أن تجد له أي أثر. وكانت هيئة الإنصاف والمصالحة، التي أنشئت بأمر ملكي، لكشف النقاب عن جزء من تاريخ المغرب المعاصر، اكتشفت عددا من المقابر الجماعية، وعشرات القبور، التي لم ينتصب فوقها أي شاهد، لتدل أهاليهم على مكانهم، لم تفلح في إعطاء جواب مقنع لأهالي العشرات من مجهولي المصير، وأشهرهم الحسين المانوزي، وعبد الحق الروسي. وبعد اكتشاف مقبرة الرويس يفتح الباب من جديد أمام البحث في مصير بقية المختطفين والمختفين. وعلى الرغم من أن هيئة الإنصاف والمصالحة، أنهت مهمتها التاريخية، إلا أن مصادر منها تؤكد أن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، سيستمر في تتبع الخيوط العالقة، من أجل الطي النهائي لصفحة من تاريخ المغرب المعاصر. وفي محاولة للحصول على مزيد من المعلومات، اتصلت "قدس برس" بعدد من المسؤولين بعمالة ابن مسيك بمدينة الدارالبيضاء، والقريبين من المنطقة، التي توجد فيها المقبرة المفترضة للرويسي، واعتذروا عن إضافة أي تفاصيل، إلى أن يتم الإعلان الرسمي عن هوية صاحب القبر، ووضع شاهد عليه، وتسليم عائلته شهادة وفاة من قبل السلطات المعنية.