حقق حزب البناء والتنمية، الجناح السياسى للجماعة الإسلامية، 10 مقاعد مع انتهاء المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، 3 منهما حصل عليها من المرحلة الأولى و7 فى المرحلة الثانية. واعتبرت الجماعة هذا الأمر نجاحًا لها خاصة بعدما توقع البعض أن يكون تمثيل الجماعة فى البرلمان لن يزيد على 5 مقاعد فى المراحل الثلاث، فها هى تحقق 10 مقاعد فى مرحلتين ويتبقى لها المرحلة الثالثة التى تعول عليها كثيرًا فى الحصول على مقاعد أكثر خاصة فى المنيا، حيث كثافة التواجد الشعبى لها. من جانبه، صرح الدكتور صفوت عبدالغنى، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بأن المقاعد التى حصل عليها حزب البناء والتنمية تُعد نتائج مرضية فى إطار الإعداد الضعيف الذى سبق الانتخابات، معتبرًا أن نسبة نجاح الجماعة فى الانتخابات حتى الآن وصل إلى 80% معظمها كان على المقاعد الفردية، وهو ما يعكس فى نظر عبدالغنى شعبية الجماعة فكون الجماعة تشارك ب10 مرشحين ينجح منهم 7 فهذا فى حد ذاته إنجاز. ونفى عبدالغنى أن يكون دخول الجماعة فى التحالف مع حزب النور السلفى هو سبب حصولها على هذه المقاعد، وقال، بالعكس من ذلك فإن التحالف قد حدّ من نسبة نجاح الجماعة ولم يزيدها، معتبرًا أن المرحلة الثالثة ستشهد حصول الجماعة على مقاعد أكثر خاصة فى محافظة المنيا التى تقدم الجماعة فيها 6 مرشحين إضافة إلى 3 مرشحين آخرين فى محافظتى قناوالقليوبية، معتبرًا أن وجود حزب الوسط والنور فى المنيا لن يؤثر على تواجد الجماعة هناك. بدوره، اعتبر الخبير فى الحركات الإسلامية الدكتور كمال حبيب، أن نتيجة الجماعة مرضية لها لكونها لم تنزل الساحة الانتخابية بقائمة خاصة بها، معتبرًا حصولها على 10 مقاعد حتى الآن هو إنجاز لها، ومشيرًا إلى أن حصولها على معظم المقاعد فى الصعيد دون وجه بحرى يعكس التواجد الكبير لها هناك وبناء على ذلك قدمت أكبر عدد من مرشحيها فى تلك الدوائر. وأوضح أن الجماعة قد تحصل على نفس المقاعد فى المنيا ولكن ليس بنفس الدرجة بسوهاج نظرًا لوجود فصائل إسلامية قوية هناك مثل الإخوان وحزب الوسط. وأشار إلى أن النتائج فى هذه الانتخابات ليست مؤشرًا على حجم القوى السياسية، معتبرًا أن الانتخابات القادمة هى التى ستعكس التواجد أكثر من الآن وأن الأداء السياسى فى البرلمان سيحدد على أساسه من الذى سيستمر، فقد يحدث اختيار لفصيل معين بشكل كبير، ثم يترك بعد ذلك لضعف أدائه، معتبرًا أن النتيجة لا تعكس الاختيار الشعبى وإنما هو اختيار على حسب القوائم والتحالف الذى قام به مع حزب النور فى سياق التصويت للإسلاميين. من ناحية أخرى، تشارك الجماعة الإسلامية فى المرحلة الثالثة ب9 مرشحين لها، الغالبية العظمى منهم فى محافظة المنيا، حيث تقدم الجماعة 6 مرشحين منهم اثنان ضمن قوائم تحالف من أجل مصر الذى يجمع أحزاب البناء والتنمية والنور والأصالة وهما الدكتور عمرو مجدى مكرم أول القائمة فى دائرة مغاغة فئات والدكتور جمال عطالله ثالث القائمة فى دائرة المنيا فئات وأربعة مرشحين على المقعد الفردى وهم المهندس مصطفى عبده فئات دائرة ملوى والمهندس بدوى فراج واحمد يوسف عمال دائرة ملوى وحجازى هارون إضافة إلى مرشح خامس وهو علاء صابر، وجارٍ ترتيب وضعه بعد انسحاب مرشح النور، وفى محافظة قنا تقدم الجماعة مرشح واحد وهو عادل محمد عبيد على مقعد فلاح، وفى محافظة القليوبية تقدم الجماعة مرشحًا على مقعد العمال رابع القائمة وهو محمد حسن مكى، ومرشح فردى وهو محمد الطاهر على مقعد الفئات. وأوضح الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن الجماعة تتوقع فى المرحلة الثالثة حصد عدد من المقاعد وخاصة فى المنيا نظرًا للتواجد القوى للجماعة، مضيفًا أن نزول الجماعة فى قائمة منفردة بالمنيا كان سيعطيها عددًا كبيرًا من المقاعد إلا أن الجماعة آثرت أن تدخل فى تحالف يضم الكتلة الإسلامية باستثناء حزب الحرية والعدالة، بحيث يحصل كل طرف على جزء من المقاعد، مشيرًا إلى أن التحالف يعطى قوة لتعاون الجهود فى تحقيق الأهداف. وأضاف دربالة، أن المنافسة فى محافظة المنيا ستكون شرسة خاصة مع وجود حزبين إسلاميين فى المواجهة وهما حزب الحرية والعدالة والوسط، إضافة إلى أن نسبة المسيحيين فى المنيا تصل إلى 19% وهو ما يعنى أن جزءًا من الأصوات سيذهب إلى الأحزاب التى تقوم الكنيسة بتوجيه رعاياها للتصويت لها مثل تحالف الكتلة أو باختيار كما يقولون أخف الضررين والتصويت للإخوان، مشيرًا إلى أن موقف الجماعة فى قنا مبشر بخير. من ناحية أخرى، ذكر دربالة أن هناك دائرتين من المرحلة الأولى من المحتمل أن يعاد التصويت فيهما وهما دائرة الأقصر وديروط، حيث تقدم بعض وكيل المرشح فى دائرة الأقصر المهندس حاتم عبدالصبور ببلاغ يتهم فيه منافسه مرشح الحرية والعدالة الدكتور عبدالموجود راجح بازدواج الجنسية، حيث تبين أنه يحمل جواز سفر أمريكيًا فى عام 2007 وفى دائرة ديروط تقدم أحد المرشحين ببلاغ للمحكمة الإدارية لإعادة الانتخاب فى الدائرة، حيث تبين أنه جاء اسمه فى بطاقات الترشيح صفة فئات بالرغم من أنه مرشح بصفة فلاح، وبالتالى فى حالة إعادة الانتخابات يعزز من فرصة مرشح الجماعة صلاح رجب فى الفوز بالمقعد.