3 بحيرات عذبة تبتلعها الرمال.. ومليون فدان معطلة منذ 15 عامًا يعتبر مفيض توشكى، والذى يقع جنوب محافظة الوادى الجديد أحد كنوز الثروات الطبيعية المهملة والتى تركتها الدولة منذ عشرات السنين دون اهتمام أو توجيه يد الاستثمار نحوها ليتم من خلالها تعمير جنوب الصحراء الغربية والمساحات الشاسعة من الأراضى الصحراوية التى تمتد حتى شمال السوادن. البداية كانت عام 2000 حيث تم اكتشاف بحيرات مفيض توشكى، والتى تقع على مساحة أكثر من 1200 كم تضم كميات كبيرة من المياه العذبة المتسربة من نهر النيل، والتى تقدر بحوالى 50 مليار لتر مكعب وتشمل ثلاث بحيرات يوجد بها مئات الأطنان من أسماك البلطى. وتعتبر هذه البحيرات كنزًا كبيرًا غير مستغل، فهى نيلية عذبة، الأمر الذى من شأنه أن يعيد إحياء هذه المنطقة فى أقل من عشر سنوات إذا تم توظيف الاستغلال الأمثل لتلك المياه ، إلا أنه وحتى الآن وبعد مرور أكثر من 15 عامًا مجرد دراسات ومؤتمرات للاستفادة من تلك المنطقة دون إقامة أى مشاريع على أرض الواقع. وأكد محمد متولى من أهالى مدينة باريس، أن منطقة المفيض تقع جنوب محافظة الوادى الجديد وبالقرب من مدينة باريس بحوالى 300 كم وهى أقرب نقطة لمياه النيل هو مفيض طبيعى لتصريف المياه الزائدة خلف السد العالى بأسوان ووجوده ساعد على إنشاء مشروع توشكى القومى الموجود الآن فى منطقة توشكى بمدينة أبو سمبل السياحية جنوب محافظة أسوان. وأوضح أن المياه دخلت إلى مفيض توشكى لأول مرة فى 15 أكتوبر 1996، حيث ارتفع منسوب المياه أمام السد بشكل كبير، مشيرًا إلى أنه تم اكتشافه فى عام 2000 ولم يتم الاستفادة منه إلى الآن فى حين أن الدولة فى أمس الحاجة لمثل تلك البحيرات لإحداث أكبر تنمية زراعية بالمنطقة. وأضاف، أن محافظة الوادى الجديد من منطقة باريس حتى حدود السودان تحتاج لمياه بحيرات المفيض وذلك لإقامة مشروعات الثروة السميكة وزراعة أكثر من مليون فدان فى هذه المنطقة التى تجود زراعة أغلب المحاصيل الغذائية بها والتى حققت إنتاجية عالية كالقمح والشعبير والزيتون والبلح والذرة. كما أشار مصطفى مهنى، رئيس جمعية المستقبل لحقوق الإنسان أن الدولة لم توجه يدها حتى الآن لاستغلال تلك المنطقة، مؤكدا أن أهالى قرى الأربعين والثمانين محرومون من المياه فى حين أنها تبعد عنهم بحوالى 200 كم كما أن هناك مشاكل كبير فى حفر الآبار واستخراج المياه من باطن الأرض، والتى تكلف الدولة الملايين فى حين أن هناك بحيرات مهدرة مياها وتبتلعها الرمال وتتبخر فى الشمس. وأوضح، أن اللواء محمود خليفة محافظ الوادى الجديد الأسبق طالب وزير الرى الأسبق الدكتور محمد عبد المطلب بالاستفادة من تلك البحيرات فى إعادة شحن الخزان الجوفى بالمنطقة باستخدام طريقة الشحن الصناعى، وذلك بعمل حفر عميقة تصل إلى الخزان الجوفى، يتم منها سحب المياه إلى الخزان الجوفى، لإعادة ملئه بالمياه من البحيرات لتحقيق المنسوب المتوازن به، بما يساعد على استمرار سحب المياه منه بواسطة آبار الرى على مستوى المنطقة بالكامل ولكن كل تلك الوعود تبخرت فى الهواء. يذكر أن اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد، أكد أن وزارة الرى والموارد المائية وافقت على إقامة إدارة للثروة السمكية فى المحافظة، مشيرًا إلى أنه من خلال تلك الإدارة سوف تتم الاستفادة من برك الصرف الزراعى وبحيرات المفيض من خلال اقامة مشروعات تربية الأسماك.