تعتبر محافظة الوادى الجديد واحدة من إحدى المحافظات الحدودية النائية التى سقطت من حسابات المسئولين بعدما صدر قرار بإنشائها منذ أكثر من نصف قرن عندما وجه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإنشاء وادى موازٍ لوادى النيل بالواحات وإعلان واحات الخارجة والداخلة والفرافرة محافظة تحمل اسم الوادى الجديد. أفكار وأحلام عبد الناصر لم تكتمل، بعد مضى 65 عامًا فما زالت الوادى الجديد مهمشة وتعانى نقص الخدمات خاصة فى البنية الأساسية بشكل كبير فضلاً عن عدم اهتمام المسئولين، الأمر أدى إلى انهيار منظومة الخدمات بالمحافظة بشكل كبير خاصة فى منظومة الصحة. 48 وحدة صحية بدون أطباء تعانى منظومة الصحة فى محافظة الوادى الجديد من عجز الأطباء حيث يوجد عجز فى أكثر من 300 طبيب أغلبهم فى المناطق النائية والمتطرفة بالواحات.
من جانبه أكد الدكتور محمد بخارى وكيل وزارة الصحة الأسبق بالوادى الجديد أنه تقدم بأكثر من طلب إلى وزير الصحة للمطالبة بعدد من الأطباء لسد العجز وأن هناك طبيبًا واحدًا يمارس عمله فى أكثر من وحدة صحية فى الوادى الجديد يوجد أكثر من 48 وحدة صحية بدون أطباء وذلك فى ظل تباعد المسافات بين مراكز لمحافظة وبعضها البعض فضلاً على أن الوادى الجديد بها شبكة طرق تمتد لأكثر من 5 آلاف كيلو متر وهنك وحدات صحية تبعد بعضها بحوالى 800 كم.
"مستشفى الخارجة العام افتتحها الوزير ونسى جلب الأطباء" وأضاف أن مستشفى الخارجة العام تعتبر المستشفى الوحيد العام بالوادى الجديد خير شاهد على إهمال وتهميش المسئولين للمحافظات النائية والواحات بالكامل فالدكتور عادل العدوى وزير الصحة الأسبق افتتح المرحلة الأولى من المستشفى العام الماضى بتكلفة بلغت 60 مليون جنيه وقبل أن يغادر المحافظة نسى جلب الأطباء للعيادات الجديدة. كما نسى أيضًا الفنيين والمهندسين الذين سوف يتعاملون مع الأجهزة الطبية الأمر الذى تسبب فى غلق أغلب العيادات خاصة قسم القلب فى المستشفى بعد افتتاحه بفترة وجيزة. وكشفت الإحصائية الأخيرة عن قصور كبير فى الوادى الجديد خاصة فى المستشفيات والوحدات الصحية النائية حيث اتضح أن جميع المستشفيات بالوادى الجديد لا يوجد بها طبيب واحد للنفسية والعصبية أو التجميل والأوعية الدموية، كما لا يوجد بالمحافظة سوى طبيب واحد للقلب ويعمل 24 ساعة داخل وخارج مستشفى الخارجة العام فضلاً عن طبيب واحد للمسالك البولية بالإضافة إلى قلة التخصصات الأخرى. "فى الأربعين" الممرض هو الطبيب ويقوم بالكشف وإعطاء الدواء أما إسلام أبو الحسن منسق رابطة أبناء الوادى الجديد للتنمية أكد أن الكارثة الكبرى فى الوادى الجديد أن هناك وحدات صحية مجهزة تمامًا خاصة فى المناطق النائية ولا يوجد بها أطباء موضحًا أنه من الممكن أن يزورها الطبيب مرة كل أسبوع وهذا واقع بالفعل فى الوحدات الصحية بالفرافرة والأربعين فهى صروح بدون بشر. فهناك الوحدة الصحية بمنطقة درب الأربعين مجهزة على أعلى مستوى وتبعد ولكن لا يوجد بها طبيب على الرغم أنها تبعد حوالى 80 كم عن أقرب مستشفى مركزى إلا وهى مستشفى مدينة باريس مؤكدًا حال إصابة أى من المواطنين القاطنين بتلك المنطقة بلدغات العقارب أو الثعابين فسيلقى حتفه قبل وصوله إلى أقرب مستشفى وذلك لبعد المكان وعدم وجود طبيب معالج، لافتًا إلى أن تلك الوحدات الصحية فى الغالب الممرض هو الذى يقوم بدور الطبيب من إجراء الكشف وإعطاء العلاج للمريض مؤكدًا أن تكلفة الوحدة الصحية بالأجهزة الموجودة بها تتخطى 3 ملايين ونصف جنيه ولكن بدون طبيب. فى الفرافرة.. الأطباء هاربون والوحدات الصحية مغلقة أما مركز ومدينة الفرافرة فالحال سيئ بكثير فالمركز يعتبر من أبعد المناطق فى الجمهورية كونه يقع فى منطقة حدودية ويبعد عن مركز الخارجة عاصمة محافظة الوادى الجديد ب550 كم حيث تواجه منظومة الصحة عواقب ومشكلات كبرى فالأطباء ينفرون من تلك المنطقة كون الخدمات الموجودة بها ضعيفة جدًا ولا يوجد لهم سكن جيد فضلاً عن بعد المكان وعدم وجود مطارات أو سكك جديدة بالإضافة إلى تهالك منظومة الطرق وكثرة الحوادث الأمر الذى جعل المكان محل سخط وغضب لكل من يكلف بالخدمة به. أجهزة طبية بالملايين تم تخريدها من جانبه أكد محمد جيلانى من أهالى مدينة الفرافرة أن الأجهزة الطبية بالمستشفيات والوحدات الصحية ساءت حالتها وتم تخريدها منذ زمن بدون استعمال مضيفًا أن تلك الأجهزة تكلفت الملايين مشيرًا إلى أن مدينة الفرافرة بأكملها لا يوجد بها مهندس طبى أو فنى أجهزة طبية فضلاً عن نقص الأطباء واعتماد المستشفى والوحدات الصحة على تحويل الحالات إلى مستشفى الخارجة العام أو مستشفى أسيوط الجامعي، مؤكدًا أن جميع المواطنين بالفرافرة كتب عليهم الشقاء فى المنطقة مطالبًا وزير الصحة بضرورة دعم مستشفيات الوادى الجديد بالكوادر الطبية وإقامة مستشفى تعليمى وكلية للطب بالمحافظة فضلاً عن تكثيف القوافل الطبية الخيرية التى تقوم بتوقيع الكشف الطبى وإجراء العمليات بالمجان للمرضى.