فى تعليقها على المواجهات المتواصلة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي فى القدس والضفة الغربية, قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية إن كل المؤشرات ترجح انطلاق انتفاضة جديدة, رغم أن جهاز الأمن العام الإسرائيلى "الشاباك" والأجهزة الأمنية الأخرى, ما زالت ترفض الاعتراف بالأمر الواقع, وتجادل حول تعريف ما يجرى. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية فى تقرير لها فى 5 أكتوبر أن "الضفة الغربيةوالقدس مشتعلتان بالفعل منذ حوالى عام, وأن هناك بالفعل علامات واضحة على الانتفاضة، بدأت برشق الحجارة, بلغت فى المتوسط أكثر من 100 حالة فى الشهر، ومؤخرا, كان هناك زيادة فى استخدام السكاكين". وتابعت الصحيفة: "الحكومة الإسرائيلية ما زالت تتعامل مع الوضع, وكأنه لا توجد انتفاضة قد تصبح الأكثر اشتعالاً، وأى حادث، حتى أكثر الحوادث هامشية، يمكن أن يتحول إلى غضب فلسطينى كبير، من شأنه أن يؤدى إلى رد إسرائيلى أكبر, قد يدفع بالأمور للخروج عن السيطرة تماماً". واستطردت الصحيفة: "الحلول التى لجأت إليها حكومة بنيامين نتنياهو, مثل زيادة عدد نقاط التفتيش, أو منع السيارات الفلسطينية من السفر على بعض الطرق، هى حلول تكتيكية ضيقة الأفق, وليس هناك أى استعداد للتعامل مع الواقع الإستراتيجي, وهو أن انتفاضة قد بدأت, وقد تخرج عن السيطرة فى أى لحظة". وخرجت فى قطاع غزة فى 5 أكتوبر مسيرة جماهيرية لدعم ومساندة الهبة, التى تشهدها الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، شارك فيها مختلف الفصائل الفلسطينية. وطالب المشاركون فى المسيرة بتشكيل قيادة وطنية موحدة لتصعيد الانتفاضة ضد الاحتلال الإسرائيلى ومستوطنيه، ودعا قادة الفصائل السلطة الفلسطينية إلى إطلاق يد المقاومة ووقف التنسيق الأمنى وتوفير الحماية والدعم للمنتفضين فى الضفة الغربية ومدينة القدسالمحتلة. وداخل الخط الأخضر, شهدت عدة بلدات عربية وقفات تضامنية نصرة للأقصى وتأييدًا للهبة التى تشهدها الضفة الغربية وتنديدًا بالممارسات الإسرائيلية. ووقف العشرات فى الحى الألمانى بمدينة حيفا وهم يرفعون العلم الفلسطيني, بينما شهدت مداخل مدينة الطيبة فى المثلث وقرية البعنة فى الجليل وقفات احتجاجية. وردد المشاركون شعارات تندد بسياسة الحكومة الإسرائيلية واستمرار احتلالها للأراضى الفلسطينية. ومن جانبهم, تداول ناشطون فلسطينيون عبر موقعى التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" مقطع فيديو، لعملية الطعن التى نفذها فى 3 أكتوبر الشاب الفلسطينى مهند شفيق الحلبى (19 عاما) الذى ينتمى لحركة الجهاد الإسلامي، فى البلدة القديمة بالقدسالمحتلة, والتى أسفرت عن استشهاد الحلبى ومقتل إسرائيليين اثنين وإصابة آخرين بجروح. وأصيب طفل فلسطينى طعنه مستوطن إسرائيلى مساء الاثنين 5 أكتوبر فى مدينة الخليل جنوبى الضفة الغربية, ودارت مواجهات فى العديد من مناطق الضفة الغربيةوالقدس بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين. وقال الناشط ضد الاستيطان رائد أبو أرميلة ل"الجزيرة" إن مستوطنًا طعن الطفل براء المدهون (13عامًا) فى البلدة القديمة من الخليل، ما استدعى نقله إلى المستشفى. وأشار أبو أرميلة إلى أن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من القنابل الغازية تجاه منازل الفلسطينيين خلال المواجهات فى الخليل، ما أوقع حالات اختناق كثيرة فى صفوف المواطنين. وتابع أن المستوطنين يتجمعون فى أحياء البلدة القديمة بالخليل ويزودون أطفالهم بالعصي، ما استدعى التزام السكان الفلسطينيين منازلهم. وتسود الضفة الغربية أجواء من التوتر الشديد بسبب انتهاء عيد العُرش اليهودى وخروج المستوطنين فى تجمعات على مفترقات الطرق المؤدية إلى القرى والبلدات الفلسطينية. وفى 5 أكتوبر, استشهد الطفل عبد الرحمن عبيد الله (13 عاما) برصاص الاحتلال أثناء مواجهات فى مخيم عايدة شمال مدينة بيت لحم( جنوب الضفة. وفى بلدة "بلعا" شرق مدينة طولكرم شمالى الضفة, شيع آلاف الفلسطينيين الشاب حذيفة عثمان سليمان (18 عاما) الذى استشهد فى 4 أكتوبر برصاص الاحتلال أثناء مواجهات غرب المدينة, وردد المشيعون هتافات تدعو للثأر. واحتدمت المواجهات فى أكثر من نقطة فى الضفة الغربيةوالقدس الاثنين 5 أكتوبر، حيث بلغ عدد الإصابات 170 حسبما أفادت به جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وأوضح بيان للهلال الأحمر أن من بين الإصابات ثمانية فلسطينيين أصيبوا بالرصاص الحى وصفت جراح أحدهم بالحرجة. كما أصيب 54 فلسطينيًا بالرصاص المعدنى المغلف بالمطاط، وأكثر من مئة بالاختناق.