لطالما وقفت السعودية بعد أحداث 30 يونيو بجانب النظام المصري الجديد على حساب جماعة الإخوان المسلمين، وأغدقت من أموالها لدعم الاقتصاد المصري، إلا أنه بعد تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم خلفًا لأخيه الراحل الملك عبدالله، بدا موقف الملكة متغيرًا تجاه الجماعة والذي أصبح أقل عداءً معها. وظهر موقف المملكة جليًا باستقبال سفارتها بقطر، الجمعة الماضية، للشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, الذي تربطه صلات وثيقة بالجماعة، بعد دعوته لحضور الاحتفال باليوم الوطني السعودي، وهو الأمر الذي اعتبره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، علامة على التغير الطفيف في سياسة السعودية تجاه الإخوان. ويواجه "القرضاوي" مع قيادات من جماعة الإخوان المسلمين التي تحظرها السلطات المصرية، حكمًا غيابيًا بالإعدام أصدرته محكمة مصرية بحقه، في القضية المعروفة إعلاميًا ب"اقتحام السجون". وقال أحد أعضاء الإخوان - يعيش في قطر، وفضل عدم الكشف عن هويته: "نشعر بالتفاؤل الآن، وربما يعني ذلك إطلاق القيادة السعودية حقبة جديدة بالشرق الأوسط تتسم بالتعاون مع الإسلاميين، واتخاذهم شركاء بدلا من شيطنتهم". وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز عرش المملكة العربية السعودية في يناير، والذي يبدو أقل عداء تجاه الإخوان المسلمين من سلفه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وكتب موقع "ميدل إيست مونيتور" الأمريكي في مقال له: "يعتبر المراقبون أن حضور القرضاوي الاحتفال باليوم الوطني السعودي في الدوحة هو مؤشر على سياسات السعودية في عهد الملك سلمان، من حيث عدم اتخاذ موقف عدائي تجاه الإخوان المسلمين، وهو ما يؤكد – مجددا – الاختلاف بين السعودية ومصر في التعامل مع هذه المسألة".