أبرزت صحيفة "واشنطن بوست " الأمريكية المقابلة التي أجراها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وكالة "أسوشيتد برس" في 26 سبتمبر, على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وركزت الصحيفة في تقرير لها في 27 سبتمبر على تصريحات السيسي فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب, وتأكيده ضرورة تعاون دول الشرق الأوسط لمواجهة هذه الظاهرة. وتابع السيسي أن مصر في حرب شرسة ضد الإرهاب والتطرف، في الوقت الذي تنزلق فيه بعض الدول الأخرى نحو "دائرة من الفشل". وكان الرئيس المصري اقترح في حوار مع "أسوشيتد برس" في 26 سبتمبر, توسيع دائرة السلام مع إسرائيل لتشمل عددا أكبر من الدول العربية، وحذر من السماح بانهيار سوريا، وهو ما سيدعم "الجماعات الإرهابية" وسيهدد دول المنطقة. كما طالب السيسي بتكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وعبر عن تفاؤله بإمكانية تحقيق ذلك، ودعا إلى توسيع السلام مع إسرائيل ليشمل دولا عربية أخرى. ولم تتأخر إسرائيل في الترحيب بموقف السيسي، وأبدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر صفحته على موقع "تويتر" ترحيبه بدعوة الرئيس المصري، وناشد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس العودة مجددا إلى طاولة المفاوضات بغية دفع عملية السلام إلى الأمام. وتحدث السيسي في حواره، الذي جرى في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن ضرورة التعاون بين دول منطقة الشرق الأوسط لمواجهة "خطر الإرهاب"، وقال إن المنطقة تعيش وضعا حرجا مع تصاعد "الجماعات المتطرفة", وتنامي موجات اللاجئين نحو أوروبا، وهو ما يجعل التحدي "صعبا ومعقدا". وأضاف "لا أريد القول إننا متأخرون في القيام بما يجب فعله، ولكن مواجهة المخاطر تتطلب كثيرا من الجهود وقدرا كبيرا من التفهم والتعاون من الجميع لإنقاذ الدول المهددة حاليا بالانهيار". وأشار إلى حرص مصر على بقاء سوريا موحدة، وألا تقسم لدويلات صغيرة، وقال إن انهيار الدولة السورية يعني سقوط كل أسلحتها ومخزونها في أيدي "الإرهابيين"، ونبّه إلى أن الخطر الذي قد يفرزه هذا السيناريو لن يبقى في سوريا بل سيمتد إلى الدول المجاورة وسيشكل تهديدا للمنطقة. ومن جانب آخر، وصف السيسي علاقات بلاده مع الولاياتالمتحدة "بالاستراتيجية والمستقرة"، وقال إن العامين الأخيرين كانا اختبارا حقيقيا "لثبات وقوة" العلاقات بين البلدين. وداخليا، قال الرئيس المصري إن المشكلة مع الإخوان المسلمين ليست في علاقتهم بالحكومة، ولكن في علاقة الجماعة بالشعب المصري، وقال إن المصريين ليسوا قادرين على النسيان أو الغفران. وتابع " المشكلة الحقيقة مع الإخوان المسلمين ليست مشكلة بين الحكومة وبين هؤلاء الناس، إنما المشكلة الحقيقة هي بين الناس وبين الإخوان", واستطرد "حكم جماعة الإخوان المسلمين ترك انطباعا سيئا للغاية عند المصريين،فهم ليسوا قادرين على الصفح والنسيان". وجدد الرئيس المصري التذكير بأن أحكام الإعدام الصادرة هي أحكام ابتدائية, ولا يزال أمام المتهمين درجات أخرى للتقاضي، وأكد أن أغلب الأحكام صدرت غيابيا وستسقط بمجرد مثول المتهم أمام القضاء. وعبّر السيسي عن استعداده للعفو عن مزيد من الصحفيين، غير أنه ربط ذلك بما يمنحه له الدستور من صلاحيات وبعدم التدخل في سلطات القضاء. وأكد السيسي أن الجيش المصري "كان دائما عنصر استقرار"، وينبغي تعزيزه لأنه في "حرب شرسة ضد الإرهاب والتطرف"، وتابع أن زيادة القدرة العسكرية للجيش تعني تحقيق توازن استراتيجي للمنطقة.