اهتمت الصحافة الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء بتصريحات رئيس حزب النور الإسلامي عماد عبد الغفور التي أشار فيها إلى التزام الحزب بمعاهدة كامبد ديفيد للسلام التي أبرمتها مصر مع إسرائيل عام 1979. واعتبرت الصحيفة أن تصريحات عبد الغفور تمثل تحولا في موقف حزب النور السلفي الذي جاء في المرتبة الثانية بحصوله على 40% من انتخابات مجلس الشعب يحاول تحسين علاقاته الخارجية بعد فوزه غير المتوقع في الانتخابات وظهوره على الساحة السياسية بعد عقود من الاختباء تحت الأرض في ظل حكم الرئيس السابق حسني مبارك . ونقلت الصحيفة عن عبدالغفور قوله: "إن جميع الاتفاقيات التي وقعتها مصر سيتم احترامها وأخذها بعين الاعتبار، إلا أن على إسرائيل أيضا أن تحترم بعض البنود في الاتفاقية مثل إيجاد حل للدولة الفلسطينية، واستقلالية الحكم والسلطة، وتأسيس دولة فلسطينية على الأرض الفلسطينية". وأكد أن حزبه قد يجري بعض التعديلات على هذه الاتفاقية، ولكنه لم يشرح ذلك بالتفصيل، في الوقت الذي تظهر المؤشرات أن غالبية الشعب المصري تطمح إلى وقف التعاون العسكري وتصدير الغاز من مصر إلى إسرائيل. ولفتت الصحيفة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين كانت أكثر حذرا بشأن التصريحات الخاصة بعلاقاتها بإسرائيل، مشيرة إلى أن الجماعة حاولت أن تؤكد للعالم أنها "معتدلين" وأن أولوياتها ليست دينية بل رعاية الديمقراطية الوليدة في مصر والحفاظ على اقتصاد قوي. وأشارت الصحيفة إلى أن السلفيين يحاولون الآن السير في اتجاه جماعة الإخوان بتحسين صورتهم الخارجية وتقديم صورة أكثر اعتدالية عن أفكارهم وآرائهم . ولفتت الصحيفة إلى تصريحات السفير الإسرائيلي الجديد بمصر ياكوف اميتاي حول نتائج الانتخابات وقوله إنه لا ينوي التدخل في الشان الداخلي المصري، وأضافت أن السفارة الإسرائيلية تحاول فتح قنوات اتصال مع الإسلاميين ونقلت عن دبلوماسي إسرائيلي كبير قوله الثلاثاء: "يجب علينا بذل كل جهد ممكن لشرح أننا لسنا أعداء للشعب المصري أو للفلسطينيين ".