هاجم الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن سياسات الغرب, التي سمحت للفوضى بالترسخ في منطقة الشرق الأوسط, والتسبب في نشوء أزمة اللاجئين, الذين يفرون من المنطقة, ويتدفقون على أوروبا، وينذرون بزعزعة الاتحاد الأوروبي برمته, على حد قوله. وأضاف كوكبيرن في مقال نشرته له صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في 21 سبتمبر أن الغرب لم يفعل الكثير لإنهاء الحروب التي تعصف بكل من سورياوالعراق. وتابع " إذا كانت الحرب في سوريا تسببت في تشريد نصف سكانها البالغين 23 مليون نسمة، فإن الحرب في العراق أدت إلى نزوح الملايين وإلى فرار العديد منهم إلى خارج البلاد بعيدا عن ويلات القتل والدمار". وتتزايد أزمة اللاجئين الفارين من الحروب في سورياوالعراق ومناطق أخرى تفاقما، وخاصة في أعقاب إغلاق بعض دول أوروبا حدودها أمامهم، وتترك الأزمة تداعياتها المباشرة على الاتحاد الأوروبي برمته. وحسب "الجزيرة", أقر أعضاء الاتحاد الأوروبي الثلاثاء 22 سبتمبر بغالبية كبيرة آلية لتوزيع 120 ألف لاجئ، رغم معارضة بلدان بشرق القارة للحصص التي اقترحتها بروكسل، فيما دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لإجراء مباحثات مع تركيا بهذا الخصوص. وأعلنت لوكسمبورغ, التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد, عبر "تويتر" أن "الدول الأعضاء أقرت بغالبية كبيرة قرار استقبال إسكان 120 ألف لاجيء", فيما أوضح وزير الداخلية التشيكي ميلان شوفانيك عبر "تويتر" أيضا أن بلاده والمجر ورومانيا وسلوفاكيا صوتت ضد القرار، فيما امتنعت فنلندا عن التصويت. ومن المقرر أن يصادق قادة الاتحاد الأوروبي على القرار في قمة أزمة تعقد الأربعاء 23 سبتمبر وستركز أيضا على قضايا أوسع تتصل بتعزيز الحدود الخارجية للاتحاد. وكانت الأممالمتحدة ومنظمات دولية أخرى حذرت من أنها "الفرصة الأخيرة" للدول الأوروبية للاتفاق على كيفية التعامل مع أزمة المهاجرين الهاربين من النزاعات في بلدان مثل سوريا وأفغانستان. وقبيل الاجتماع, قال وزير خارجية لوكسمبورغ يان إسلبورن :"لدينا نص على الطاولة قد يؤدي إلى اتفاق. هو متوازن جدا وسيكون له تأثير جيد على جميع الوفود حتى نتمكن من التوصل لنتيجة". لكن رئيس الوزراء التشيكي بوهوسلاف سوبوتكا أكد للصحفيين في براغ رفض بلاده بشكل صريح لآلية الحصص وأي مسعى لإقرار آلية دائمة لإعادة توزيع اللاجئين. وتقترح المفوضية الأوروبية توزيع 120 ألف لاجئ على 22 دولة أوروبية، هم 54 ألف طالب لجوء في المجر، و50.400 في اليونان، و16.500 في إيطاليا.