فى قطر حيث دورة الألعاب العربية، يمكنك أن تفرح لأسباب عديدة جدًا، وهو الأمر الذى أشعر به منذ وصولى إلى الدوحة، فالشعب هنا يمتاز بالطيبة والفطرة والحب الشديد لمصر، بل والانزعاج على ما يدور فيها خاصة أحداث الحرق والعنف فى مجلس الوزراء. وشعرتُ من خلال الحوار مع الزملاء العرب بالقلق الشديد الذى ينتابهم على ما يجرى فى مصر، وأدركتُ أن مصر فى قلب الجميع، فهم يشعرون بأن استقرارها أمان للكل، وهنا تذكرتُ إمام المسجد النبوى وهو يدعو لمصر وأهلها إبان ثورة يناير، كما تذكرتُ دموع المعلق الرياضى الإماراتى أحمد حامد، حينما انهمرت دموعه، فيما يستعد محمد زيدان لنزول الملعب وهو يقول له: "انزل يا زيدان .. والعب يا مصرى .. جربت تغنى لها .. وتمشى فى شوارعها.. "واحتبس صوته .. وانهمرت دموعه. شعرتُ هنا فى الدوحة أن مصر كبيرة قوى .. وفى قلب الكل.. وأنه لا يدرك قيمة مصر من يحاولون نشر الفوضى بها. كما أدركتُ أيضًا فى الدوحة أن النظام السابق ظلمنا كثيرًا جدًا وفى جميع المجالات سواء إنسانية أو اجتماعية أو حتى شرطية، بل إننى شعرتُ فى قطر بأن للإنسان قيمة أيًا كان اسمه وأيًا كانت جنسيته، فمن يمرض يدخل للعلاج فى أفخم المستشفيات ويتم علاجه وبالمجان!! وأدركتُ أننا نظلم قطر كثيرًا.. فقد تطورت هذه الدولة كثيرًا جدًا وتأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا، وتحترم آدمية الإنسان، وأروي لكم قصة أهديها إلى قيادات مصر الشرطية . وصلتُ مساء السبت، وذهبتُ إلى المركز الإعلامى لاستخراج بطاقتى الإعلامية حتى أتمكن من أداء عملى، وكنت متأخرًا، وقد انتهى يومَ مَنْ يستخرجون البطاقات، لكن المركز الإعلامى يعمل، فاعتذر لى رجل الأمن بأدب شديد بأنه لا يمكننى الدخول، ودخل صديقى وزميلى العزيز رجائى فتحى ليرى ما يمكن فعله . وفجأة .. وجدتُ الشرطى يقول: " كرسى للضيف "، ويحضره بنفسه لى، ثم يفتح حوارًا معى عن مصر، والدموع تترقرق فى عينيه. وقد أسعدنى تطبيق الرجل التعليمات بأدب وذوق واحترام، بل معهم كرم الضيافة وحسن الحديث، وهذا الأمر هو ما نحتاجه فى تعامل رجل الشرطة المصرى مع المواطن، نريد منه تطبيق القانون وبضمير يقظ ودون تجاوز . بل إن من أطرف ما رأيته .. أن الزميل رجائى فتحى يترك حافظة نقوده على تابلوه السيارة .. فانزعجتُ بشدة، وقلت له: "خد محفظتك" ، فقال لى: "أنت فى قطر .. مفيش هنا سرقة " . وأهدى هذه القصة إلى من يتخوفون من تطبيق الشريعة الإسلامية، ويحاولون نشر الرعب والفزع بين الناس، وهم لا يدركون أن الحدود وضعت "للردع" كما أن تطبيقها تسبقه أمور عديدة جدًا فى مقدمتهم توفير الحياة الكريمة للمواطن . بصراحة تمنيت أن أرى مصر مثل قطر!!