بعد انطلاق الثورة السورية المباركة أدركت أمريكا أن الوضع هناك ليس فى صالح نظامها الذى رعته مايزيد عن 40 عاماً منذ الوالد مروراً بالولد ، لأنها لاتملك البديل الذى تدفع به للالتفاف على الثورة كما فعلت فى أماكن أخرى . وبالرغم من ذلك تشدقت أمريكا كعادتها أنها مع الثورة وفى نفس الوقت تركت يد الأسد طليقة فى إبادة أهلنا فى سوريا ربما يستطيع أن يثنى الناس عن الخروج عليه ، أو يخدعهم ببعض الإصلاحات والوعود الكاذبة ، إلا أن هذا لم يفت فى عضد الثوار بل زادهم قوة وتصميماً على مواصلة ثورتهم وبدأت تتفجر منهم البطولات فأعادوا لنا سير الأبطال الذين فتحوا الشام ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل بدأت الانشقاقات تزداد فى الجيش السورى مما شكل خطراً كبيراً على النظام . كعادتها بدأت أمريكا فى تسخير كل عملائها فى المنطقة للالتفاف على الثورة السورية وعلى رأس هؤلاء المتآمرين تأتى الجامعة العربية التى قام أمينها العام بزيارة للمجرم بشار يوم 10/9/2011 كانت بمثابة رسالة طمأنة ، وبعدها استمر مسلسل القتل الإجرامى حتى يتمكن السيد فى واشنظن من إعداد البديل . ليس هذا فحسب بل قامت الجامعة العربية نفسها بمبادرات كثيرة فى 16/10 وفى 20/11/2011 فى كل مرة يعطون فيها النظام السورى مهلة تلو الأخرى ليمارس إرهابه الفظيع على شعبه لتثبت الجامعة العربية أنها جزء من الأنظمة المتآمرة على الأمة وأنه يجب التخلص منها مع الحكام. وتمخضت قرارات هذه الجامعة فى 27/11/2011 عن توقيع عقوبات اقتصادية على النظام وهم يعلمون تمام العلم أن مثل هذه العقوبات تطال الشعب ولا تؤثر على النظام بشىء. لقد تميزت ثورة أهلنا فى سوريا بالوعى وهذا ما جعلها عصية على التطويع ، فعلم الثوار ماهى المشكلة ومن هم الأعداء وما هو الحل ، لذلك فشلت تركيا فى الالتفاف على الثورة كما فشل الغرب فى إعداد مجلس انتقالى عميل يستطيع أن يحظى بدعم الداخل ، كذلك فشلت الجامعة العربية أيضاً ، وهاهم الثوار يُعبرونَ فى يوم 16/12 عن وعيهم على مخططات الجامعة العربية فى جمعة " الجامعة العربية تقتلنا " . يا أهلنا فى الشام لقد ضربتم أمثلة فى البطولة والتضحية والصبر ، وهذا مما جعل دول الغرب الكافرة مجتمعة تخشى ثورتكم فطلبوا من عملائهم فى المنطقة التآمر عليكم فلم يبق أحد بجواركم ينصركم ويدافع عنكم سوى الله ، وقد أدركتم أنتم هذه الحقيقة فتوجهتم إلى الله فى نداءاتكم التى زلزلزت أركان العالم الظالم حين قلتم " ليس لنا غيرك يا الله " ولم تركعوا إلا لله ، بعد أن أراد كل هؤلاء المتآمرين أن تركعوا أمام آلة القتل الوحشية التى نالت منكم. ياأهلنا فى الشام إن الله عز وجل تكفل بالشام وأهله ، كما أخبر رسول الله ، فمن تكفل الله به فلن يضيع أبداً ، وأعلموا أن النصر صبر ساعة ، فاصبروا وصابروا والله معكم وهو ناصركم . [email protected]