تداول نشطاء مقيمين بأمريكا قصة الطفل المسلم "احمد محمد" الذي صنع ساعة منبه بدوائر كهربائية بشكل بدائي وقامت معلمته "العنصرية" بالابلاغ عنه بأنه يحمل قنبلة . وحكى محمود الشرقاوي - مصري مقيم بأمريكا - القصة قائلاً: بما إني عايش في أمريكا حابب أكلمكم عن ولد مسلم من أولادنا المخترعين الصغار اسمه أحمد محمد من ولاية تكساس عمره 14 سنة استطاع إنه يصنع ساعة منبه في البيت بدوائر كهربائية بسيطة،، وكان فرحان جداً باختراعه وأخذ المنبه عشان يوريه لمدرسته في المدرسة ، فإذا بها تعامله بعنصرية وتهاجمه وتقول له هذه قنبلة وأبلغت الشرطة وجاءوا واعتقلوه بتهمة تهديد الأمن و الارهاب ،،، طبعاً الدنيا في أمريكا اتقلبت دفاعاً عن أحمد، والحمد لله أحمد خرج براءة منذ ساعات،، وأضاف: أحمد أخذ قرار إنه ينقل مدرسة تانية مفيهاش عنصرية ، لأ وأوباما كمان ينزل اعتذار ويبعت دعوة لأحمد للحضور لتكريمه بالبيت الأبيض ! عارفين مين كمان كتب ودافع عن أحمد , مارك بتاع الفيس وقال إن المستقبل للأجيال الواعدة التي يقودها أمثال المخترع الصغير أحمد. وقاله يا أحمد مرحباً بك معنا في فريق الفيس بوك.. البوست ده مهم للناس اللي عايشين في مصر وما يعرفوش أخبار المسلمين في أمريكا ولا يعرفوا عن القضاء النزيه الذي يحكم بين الناس هنا في أمريكا . فيما علق الاعلامي المصري المقيم بامريكا مصطفى الحسيني قائلاً: الحقيقة اني شايف موضوع الطفل أحمد محمد واللي حصل فيه امبارح في أمريكا من منظور مختلف، " اللي حصل للي مش متابع هو أن الطفل ده وهو مسلم طبعاً عمره 14 سنة وعايش في ولاية تكساس اخترع ساعة كهربائية في البيت بطريقة بسيطة، ولأنه كان فرحان بالإختراع أخده معاه المدرسة علشان يوريه للمدرسين والطلبة، المهم أن احدى المعلمات في المدرسة شافته وهو معاه الساعة اللي اخترعها ولأنه مسلم فأول حاجة فكرت فيها أن الاختراع ده عبارة عن قنبلة، واتصلت بالشرطة والشرطة جت اعتقلته لتكتشف ان الاختراع بتاعه مجرد ساعة كهربائية بسيطة وليست قنبلة، وبعدها أمريكا اتقلبت رأساً على عقب"، المهم من وجهة نظري نعرف ليه الموضوع ده أخد حيز إعلامي كبير جداً داخل المجتمع الأمريكي وليه شغل المتابعين حتى إن الهاشتاج بتاع التضامن مع احمد كسر حاجز النصف مليون تغريدة وخلى أوباما يوجه دعوة لأحمد لمقابلته في البيت الأبيض وخلى كبار المشاهير زي هيلاري كلينتون وزي مارك زوكربرج يدعموه، الدافع لكل اللي حصل ده من وجهة نظري إن المجتمع الأمريكي - في أغلبه - عنده رعب من غياب العدالة داخل المجتمع أو إن العدل يبقى انتقائي، وأعتقد أن الرعب ده شيء صحي للغاية ودليل على حيوية الأمة، لأن المجتمع ده بالفعل مغروس فيه قيم العدل والمساواة بشكل شبه جيد للغاية ووفق ضوابط قانونية وأُطر إجتماعية متغلغلة في نسيج الشعب، فلما بيحصل أي احساس بأن قيمة " العدل للجميع " اتهزت أو بتهتز في المجتمع فتلاقي غالبية الأفراد والنخب بتتحرك تلقائيًا لمحاولة إعادة الأمر لنصابه، ده مش معناه طبعاً إن المجتمع الأمريكي هو الجنة أو انه يخلو من المظاهر/ التصرفات العنصريه وما شابه، لكن ده بوضوح بيخلي اللي عايش في المجتمع الأمريكي زيي يبقى عنده ثقة كبيرة في القانون وروحه ومؤسساته وفي القضاء ورجاله ومنظماته بغض النظر عن هامش الإستثناءات فيه، وحتى مثلاً في وسط تصرفات الفئة الأخيب / الأعنف في المجتمع الأمريكي وهي الشرطة تجاه الأمريكان السود مثلاً، تلاقي تاني يوم بعد أي حادث يحصل، أمريكان كتير من ذوي البشرة البيضاء نازلين يتظاهروا دعماً لحقوق السود ومطالبين الحكومة بتوقيع أغلظ العقوبات القانونية على المخطئين من أفراد الشرطة اللي غالباً بيكونوا بيض البشرة، بل لا أبالغ إذا قلت ان الناشطين من ذوي البشرة البيضاء من المدافعين عن حقوق السود بيكونوا أكثر تطرفاً في خطابهم "أثناء الدفاع" من ذوي البشرة السوداء نفسهم، وهو ما يعيدنا لنفس النقطة تاني وتالت ورابع، " العدل هنا مظلة للكل " وما ينفعش أبداً أن المظلة دي تسيب ناس متغطيين بيها وناس تانية عريانيين منها في نفس الوقت، وهو ده الفرق بيننا في وطننا العربي وبين المجتمع الأمريكي مثلاً، شوف كام واحد في مصر ماكانش فارق معاه ان واحد غيره يتظلم لمجرد أنه متصور إن الظلم ده مش هيطوله، طبعاً في دروس كتيرة جداً مستفادة من قصة أحمد، من أول إهتمام الأمة بعدم اشاعة " ذعر مجتمعي " زي الاسلاموفوبيا بلا داعي " يمكن مراجعة قصة فزاعة الإخوان وفزاعة مش زي ما نبقى زي سوريا والعراق "، ومروراً بإعتذار إدارة الشرطة اللي متأخرش وماطلعش يبرر " يمكنك مراجعة آخر ثلاثة آلاف بيان للداخلية المصرية قبل ثورة يناير وبعد 30/6، ومروراً أيضاً بالدعوات اللي جت لأحمد من كبرى جامعات أمريكا للدراسة فيها وهو ما يدل على إهتمام النخب والمجتمع بتشجيع كل نبت صغير قد يفيد المجتمع يوماً ما " ممكن تراجع قصة المخترع الصغير عبد الله عاصم اللي هرب من مصر حفاظاً على حياته وراجع قصص ألاف الأطفال والشباب خلف أسوار المعتقلات في مصر"، وطبعاً انتهاءاً بقدرة نخب المجتمع ده في التمييز بين الغث والسمين والفرز بينهم " يمكنك مراجعة تصريحات النخب المصرية على مر العصور "، وشكر الله سعيك يا مصر. الصور: