ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن المرحلة الثانية من التصويت على الانتخابات البرلمانية، التى بدأت الأربعاء فى تسع محافظات، ستحدد مدى قدرة الثورة المصرية على إقناع الناخبين فى رفض النظام الاسبتدادى الذى أطاح به الثوار فى 12 فبراير الماضى. وأكدت الصحيفة أن المرحلة الثانية من التصويت أخرجت الناخبين ذوى التفكير التقليدى فى المناطق الريفية للتصويت؛ حيث يتمتع فلول نظام الرئيس المخلوع بشعبية عشائرية كبيرة، خاصة فى محافظة المنوفية مسقط رأس الرئيس المخلوع حسنى مبارك، والذى يُحاكم الآن بتهمة قتل الثوار . وأوضحت أن تراجع نفوذ بقايا النظام السابق، من الممكن أن يكشف الستار عن تغيير جديد أحدثته الثورة المصرية، خاصة أن الانتخابات البرلمانية الآن تجرى على قدم وساق، ومحور النقاش فى السياسات الانتخابية المصرية من المحتمل أن يتحول فى النهاية من النظام فى مواجهة المعارضة إلى الإسلاميين فى مواجهة العلمانيين . وأشارت إلى أن استمرار الاتجاه الرافض للفلول كما كان فى المرحلة الأولى من الانتخابات؛ سيخفف من حدة القلق الذى طال أمده حول إمكانية تلويث النظام السابق لأول برلمان مصرى بعد ثورة 25 يناير بالفساد والواسطة والمحسوبية، مشيرة إلى أن الدكتور مصطفى كامل السيد – أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية فى القاهرة قال: "إن القلق من الفلول عفا عليه الزمن الآن". وأشارت إلى أن نسبة الإقبال على التصويت كانت مرتفعة، إلى جانب قلة المخالفات التى تم الإبلاغ عنها خلال المرحلة الثانية من الانتخابات والتى ستنتهى اليوم، مرشحة أن المحللين والناخبين يتوقعون هيمنة حزب الحرية والعدالة الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفى المتشدد، على الانتخابات مثلما حدث فى المرحلة الأولى من التصويت. وأضافت: " فى صعيد مصر التحول عن النظام السابق من الممكن أن يزعزع الخصومات العائلية والتوترات الطائفية الخامدة تحت سطح مدن صعيد مصر الفقيرة كسوهاج، إذ يفوق عدد مرشحى الفلول فيها أعضاء الحزب الوطنى المنحل، الذين تمتد جذورهم العائلية إلى ما قبل عصر مبارك الفاسد وإلى الماضى الزراعى الذى كان ينفرد بالسلطة السياسية". وأوضحت أن حازم حمدى، أحد فلول الحزب الوطنى المنحل والذى يمثل سوهاج منذ عام 2000 ، يخوض الانتخابات البرلمانية الآن على الرغم من ثقته الزائدة من أن النظام القبلى والعائلى العنيف - على حد وصفه - سيحمله مرة أخرى للبرلمان إذ يبلغ عدد أفراد عشيرته وحدهم أكثر من 5 إلى 10 آلاف فرد؛ إلا أن قلة من الناخبين فى مدينة ناصر التابعة للمحافظة يحسبون أنفسهم من بين مؤيديه.