يحدث داخل سجن الاستقبال: غلق فتحات التهوية.. وحلق الشعر وتجريد من الملابس وإلقائها في دورات المياه.. «وكله بالقانون» سجون مصر خالية تمامًا من التعذيب الممنهج ، كما تقرر توفير أسِرّة ومراتب جديدة لكافة السجناء، بالإضافة إلي توفر كافة المواد الغذائية داخل كافيتريا السجن، من خلال مندوب يتوجه إلى كافة العنابر لمعرفة احتياجات السجناء لإحضارها لهم، هذا ما أكده المجلس القومي لحقوق الإنسان، في مؤتمر صحفي عن زيارته لسجن طرة شديد الحراسة "ب"، المعروف إعلاميًا بسجن العقرب، برئاسة حافظ أبوسعدة. وعلى بعد خطوات من سجن العقرب يقع سجن الاستقبال الذي يعتبر حلقة معاناة ومأساة من مآسي السجون المصرية والتي تكون في أبهة وتجمل أثناء زيارة الحقوقيين وبعد انتهاء الزيارة فحدث ولا حرج عن سيرتها الأولي التي يعرفها الجميع . الزيارة والحالة الطبية فالزيارات لا تتجاوز أربعين دقيقة مع جموع الجنائيين ولا يسمح بدخول أية معلبات أو خضروات أو فاكهة ، ولا يسمح إلا بوجبة الطعام المطهية أشبه بوجبة "تيك اوي". كما يتم منع دخول الكتب والأدوية ، ولا يسمح بدخول أحد من الأقارب إلا من الدرجة الأولي وهذا يسبب معاناة فالبعض لا يستطيع أحد من درجة أقربائه الأولي الحضور إما لسفر أو لمرض فيكون بذلك محروم من الزيارة بسبب هذا الإجراء. أما عن الفسحة فلا تتجاوز ساعتين لكل 9غرف وسط هذا شدة الحرارة وفي مكان ضيق جدا تكاد أن تختنق فيه الأنفس بدلا من استنشاق الهواء. وتأتي المعاناة الكبرى في التعامل مع الحالات المرضية والرعاية الطبية للمرضي، فترحيل المريض من داخل السجن إلى خارجه لتلقي العلاج في أي مستشفى تابع للسجون لا يكون إلا بعد التدهور البالغ لحالة المريض. وحينما طلب أحد المعتقلين من مدير مستشفى سجن الاستقبال بأحقيته في العلاج ، أحضر الأخير رجل كرسي خشبي ك "هراوة" وحاول الاعتداء عليه وكاد أن يصيبه لولا تدخل مجموعة من المعتقلين للحيلولة دون اعتداء الطبيب عليه وإصابته. ويعاني كثير من المعتقلين والذي مرّ علي مدة حبسه أكثر من سنتين، ومع ذلك ما زالوا رهن الحبس الاحتياطي، ومن أبرز هذه القضايا قضية فض رابعة. ومن المفترض قانونيا أن يتم إخلاء سبيلهم وجوبيا وهو ما لم يتم حتى الآن، وكل القوانين تم ضربها بعرض الحائط، بالإضافة إلى عدم نزولهم جلسات أو إخطارهم بقرار إحالة وهو أمر وعارض المواد القانونية والدستورية. التفتيشات تتم بصورة مفاجئة ليلاً أو نهارًا وبصور متكررة يتم من خلالها العبث بكل متعلقات المعتقلين وإلقائها في دورات المياه بصورة تتنافى مع آدمية البشر. كما يتم تنفيذ عقوبات مجحفة على من يتم العثور معه على مخالفة وفق أدبيات السجون على الرغم أنها من حقه القانوني أو الدستوري، حيث يتم حلق الشعر، والبقاء مدة في غرفة تأديب السجن، ثم ينتقل من التأديب إلى الحجز الانفرادي ليبقى فيه مدة أخرى، وتنتهي العقوبة بالمرحلة الرابعة بحرمانه من زيارة الأهل لمدة شهر تحسب من بعد خروجه من التأديب. أما عن التأديب فحدث ولا حرج ففتحات التهوية مغلقة بالمسلح والأسمنت ماعدا فتحة صغيرة لا تتجاوز 30×15سم فقط. كما يتم منع السجين دخول دورة المياه طول اليوم والاقتصار على جركن البلاستيك فقط ، ولا يفرق في ذلك بين كبير وصغير أو سليم ومريض مرضًا مزمنًا، بالإضافة إلى تجريد السجناء من ملابسهم أثناء التفتيشات. الموت الممنهج لم تمر أيام علي موت الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" بسجن العقرب حتى تبعته حالات أخرى لاقت حتفها بذات الطريقة. وكان آخر هذه الحالات هي حالة حسني خيري دياب والذي تجاوز من العمر ال 60 عامًا، والمعتقل في أحداث فضي اعتصام رابعة، وكان من المفترض أن يخلي سبيله وجوبيا طبقا للقانون بعد أن أكمل عامه الثاني من الحبس الاحتياطي. استمر اعتقال خيري على الرغم من إصابته بسرطان بالكبد وتليف واستسقاء بالبطن، ولم تشفع كل هذه الأمراض لإطلاق سراحه ، فاستمر حبسه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل السجن. وتعتبر وفاة خيري هي الثالثة في قضية فض اعتصام رابعة، حيث سبقه سامي محمود أبو ركبة بعد إصابته بذبحة صدرية، وجمال مصطفي بعد إصابته بجلطة وسط حالة من الإهمال الطبي والأوضاع المعيشية المتردية داخل السجون والتي تزداد سوء رغم التقارير الحقوقية التي يقوم بإعلانها مجلس حقوق الإنسان.