الكثير منا يسمع عن مسجد السيدة "نفيسة" ولكن من منا يعرف السيدة أو نسبها أو من تكون من خلال هذا التقرير نتعرف سويا على السيدة "نفيسة" أو كما يقولون "نفيسة العلوم". مولدها ونشأتها: تقول الروايات إنها ولدت في مكةالمكرمة سنة 145 هجريًا ثم انتقلت مع أبيها لتعيش في المدينةالمنورة. وأن أبيها هو حفيد سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهم جميعا، وكان والدها يأخذها إلى الغرفة النبوية الشريفة ويخاطب النبي صلي الله عليه و سلم قائلا: "إني راض عن ابنتي نفيسة فكان يري النبي في الرؤيا يقول له وأنا راض عنها برضاك عنها والحق سبحانه وتعالي راض عنها برضاي عنها". زواجها: تزوجت من إسحاق المؤتمن، وجد إسحاق هو حفيد الإمام علي بن أبي طالب، ولقب بالمؤتمن لشدة اهتمامه بالأمانات وشهد له الناس بالصلاح والتقوى وكان من رواة الحديث. لما تقدم لخطبتها لم يتلق جوابا من والد السيدة نفسية، فانصرف وذهب إلى الغرفة النبوية وقال بعد السلام يا جدي يا رسول الله إني خطبت نفيسة لدينها فلم أتلق جوابا من أهلها. في تلك الليلة رأى والدها رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له زوج نفيسة لإسحاق المؤتمن. حياتها: ذكروا أنها حجت ثلاثين مرة أكثرها ماشية على الأقدام اقتداء بالحسن والحسين وأهل البيت الصالحين الذين كانوا يستحون من الدخول على بيت الله راكبين. حضورها إلى مصر: جاءت مصر في السابع والعشرين من رمضان وتوافد إليها المحبون من الصالحين والأمراء والوجهاء فلما أحست أن ذلك يشغلها عن عبادتها فكرت في العودة إلى الحجاز إلا أن الوالي وهب لها دارا واسعا ورجاها أن تقبلها وخصص لها يومين في الأسبوع للزائرين وباقي الأيام للعبادات فوافقت. كانت تكثر من العبادة وقراءة القرآن وكانت لها سلة معلقة في مصلاها فإذا رغبت في شيء وجدته في السلة فتتعجب السيدة زينب بنت أختها فتقول لها السيدة نفيسة يا زينب من استقام مع الله كان الكون معه وفي طاعته. وفاتها: كانت قد حفرت قبرها بيدها وختمت فيه القرآن ستة آلاف ختمة وفي آخر ختمة كانت تقرأ قول الله تعالي "لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون" سورة الأنعام. أراد زوجها أن ينقلها إلى المدينة إلا أن أهل مصر تمسكوا بها كثيرا حتى رأى زوجها النبي صلي الله عليه وسلم يقول له "لا تعارض أهل مصر في نفيسة واتركها لهم فإن الخيرات تتنزل عليهم ببركاتها" ففرح أهل مصر بذلك فرحا عظيما.