اطلقت كوريا الجنوبية الخميس عشرات القذائف عبر الحدود على كوريا الشمالية بعد ان رصدت صاروخا اطلقته بيونغ يانغ عبر الحدود الفاصلة بين البلدين بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع في سيول. وياتي تبادل اطلاق النار في في فترة تشهد تصاعدا للتوتر في المنطقة الحدودية، بعد انفجار الغام ارضية ادت الى بتر اطراف عنصرين من دورية لحرس الحدود الكوريين الجنوبيين في وقت سابق الشهر الحالي، وانطلاق تدريبات عسكرية كورية جنوبية - اميركية مهمة هذا الاسبوع. وصرح متحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس ان بلاده رصدت مسار صاروخ اطلق من جهة كوريا الشمالية في منطقة غربية من الحدود الفاصلة بين البلدين قبيل الساعة 16,00 مساء .. وقال ان الصاروخ "سقط في جهتنا لكنه لم يصب اي هدف عسكري" موضحا انه لم يسفر عن ضحايا او اضرار. وافادت الوزارة في بيان "ردا على ذلك اطلق جيشنا عشرات القذائف من عيار 155 ملم في اتجاه نقطة اطلاق جيش كوريا الشمالية الصاروخ". وتابعت "لقد ضاعفنا مستوى التاهب ونراقب بتيقظ تحركات جيش كوريا الشمالية". وصرح ممثل السلطات المحلية في مقاطعة ييونشيون التي تبعد حوالى 60 كلم شمال سيول، لفرانس برس ان سكان عدد من القرى الحدودية تلقوا اوامر باخلاء منازلهم والاحتماء في ملاجئ. ويتوقع ان يضاعف هذا الحادث من حدة التوتر الذي تفاقم في الاسابيع الاخيرة بعد انفجار الالغام الارضية. وافادت سيول ان هذه الالغام زرعتها كوريا الشمالية وردت باستئناف بث التسجيلات الدعائية بصوت مرتفع عبر الحدود مستخدمة مكبرات صوت كانت صامتة لاكثر من عقد من الزمن. ونفى الشمال اي دور له وهدد بقصف "عشوائي" لمكبرات الصوت ان لم توقف بثها فورا. كما هدد بهجمات انتقامية بعد رفض سيول وواشنطن الغاء مناوراتهما العسكرية السنوية "اولشي فريدوم" التي انطلقت الاثنين وتحاكي ردود الفعل المحتملة على اجتياح يشنه الشمال المزود بسلاح نووي. ويشارك في هذه المناورات عشرات الآلاف من الجنود الكوريين الجنوبيين والاميركيين. وهي احدى التدريبات السنوية العديدة التي تجريها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مع تاكيدها بانها دفاعية. لكن بيونغ يانغ تندد بها بشدة وتعتبرها تدريبا على اجتياح اراضيها واستفزازا. وقد اعلنت لجنة كوريا الشمالية لتوحيد شبه الجزيرة الكورية سلميا الاسبوع الماضي ان "مثل هذه التدريبات العسكرية المشتركة اعلان حرب". وحذرت من ان هذه التدريبات قد تفضي الى مواجهة عسكرية ستتحول الى "نزاع شامل". ووقع الهجوم المباشر الاخير على الجنوب في العام 2010 عندما قصف الشمال جزيرة يونبيونغ الحدودية التابعة للجنوب وقتل مدنيين اثنين وجنديين اثنين. وردت سيول انذاك بقصف مواقع كورية شمالية ما اثار المخاوف لوهلة من اندلاع نزاع شامل. ولان الهدنة التي وضعت حدا للنزاع في شبه الجزيرة الكورية (1950-1953) لم تستبدل بمعاهدة سلام فان الكوريتين لا تزالان تقنيا في حالة حرب.