بين أركانه وأمامه أسفكت الدماء وصاح صراخ الأطفال والنساء أمام طلقات الرصاص الحي والخرطوش وإبادة الجرافات للمعتصمين العزل ليكون شاهدًا على هذه الدماء على مر التاريخ، إنه مسجد رابعة العدوية والذى ارتكبت فيه مذبحة لأنصار الرئيس المعزل محمد مرسي في 14 أغسطس 2013. هو أحد أشهر المساجد بالقاهرة، يقع المسجد بحي مدينة نصر بشرق القاهرة عند تقاطع طريق الأوتوستراد مع شارع الطيران، وترجع شهرة المسجد الكبرى لخروج جنازات المشاهير منه وذلك لقربه من مقابر شرق القاهرة. كما اشتهر المسجد أكثر عندما اعتصم حوله أنصار الرئيس محمد مرسي عقب عزل الجيش له من سدة الحكم فى الثالث من يوليو بعد تظاهرات 30 يونيو . وبعد امتداد الاعتصام لقرابة الخمسين يوما تخللها أحداث دامية مثل أحداث الحرس الجمهوري وأحداث طريق النصر تم فض الاعتصام بالقوة صباح يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 من قبل قوات الداخلية، وتم خلالها اقتحام المسجد وحرقه. وظل المسجد مغلقا منذ ذلك الحين. ميدان رابعة العدوية، أيضا المواجه للمسجد هو أحد الميادين الرئيسية في مدينة القاهرة لجا اليه أنصار مرسي للاعتصام به للمطالبة بعودة الشرعية وإسقاط ما سموه بالانقلاب العسكري . وتمر اليوم الذكرى الثانية لفض ميدان رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013، حيث فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامي لأنصار محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في "رابعة" بالقاهرة و"النهضة" بالجيزة؛ ما أسفر عن سقوط 632 قتيلاً منهم 8 شرطيين بحسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" ، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية أن أعداد القتلى تصل إلى حوالي الألف. وفي الذكرى الثانية لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة قررت السلطات المصرية تغير اسم ميدان رابعة العدوية لاسم ميدان "الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام السابق والذى قتل في تفجير استهدف بيته بمنطقة مصر الجديد في أوائل رمضان الماضى . لم تكتف السلطة الحالية بمحو معالم مذبحة رابعة بتغيير اسم الميدان ففي الذكرى الثانية لفض رابعة فقد أعلنت وزارة الأوقاف عن نيتها لتغيير اسم مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، لمحو الذكرى السيئة التي ارتبطت بالمسجد، بسبب اعتصام الإخوان. وأكد رئيس القطاع الديني،بالأوقاف محمد عبد الرازق أن الوزارة مرحبة تماما بتغيير اسم مسجد رابعة العدوية، على غرار ما تم مع الميدان، مشيرًا إلى أن الموضوع مطروح منذ فترة، وفى انتظار قرار وزير الأوقاف. كما ناشد الإعلامي يوسف الحسيني، المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بتغيير اسم مسجد رابعة العدوية إلى اسم ضابط الأمن الوطني الشهيد محمد مبروك، مثلما أطلقت الحكومة على ميدان رابعة اسم المستشار هشام بركات.