بسم الله الرحمن الرحيم " ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم عذراً يا سيدى إن كان قتلتك هم بنو وطنك وقد يكونوا من بنى دينك عذراً إن استباحت حرمتك حتى بعد استشهادك قسماً إننى حزين على قتلك، ولكننى فى الوقت نفسه سعيد كل السعادة، لأنك فى الجنة مع أطهر وأفضل قوم وهذا هو المكان الذى تستحقه حقيقة، ولأن مثلك لا يستحق أن يحيا بين مثل هؤلاء الفسدة والقتلة الجبابرة وإن كنتُ حزينًا على فراقك فإننى أشد حزناً وألماً لأنك قُتلت بيد لا تعرف الرحمة وهى التى تستحق أن تقتل ولست أنت و مهماً قلت من كلمات التحية ومن عبارات الثناء والشكر فوالله لن أوفيك حقك، وكفاك عزاً وشرفاً أن الله جل وعلا سيوفيك حقك وأنك مع رسوله صلى الله عليه وسلم وأنك مع الأنبياء والشهداء والمرسلين وحسن أولئك رفيقا وسنرى من ذا الذى سيحاجج عن من يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا مشير ولا وزير كما إننا نعاهدك يا سيدى أننا لن نفرط فى حقك ولا فى دمك ولا فى حرمتك بعد أن أصبح القصاص من هؤلاء القتلة الفجرة وسفاكى الدماء أمانة فى أعناقنا لاتحزن يا أسد مصر على ما حدث، فمثلك هو الذى يرتقى إلى قمم العلياء وغيرك من الأسافل هم الذين يقبعون فى أواحل الدرك لا تأسفن على غدر لزمان لطالما ... رقصت على جثث الأسود كلاب لا تحسبن برقصها تعلوا على أسيادها ... تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب كفاك فخراً وعزاً أنك كنت صوت الحق وسهم العدل وشرف القوم فقد شاء الله أن يجعلك قدوة لكل إنسان ومحركاً لمشاعر الوجدان وعلامة من علامات الإيمان وأنتِ يا أم الشهيد جففى دمعك فولدك أضحى فى رفقة الأنبياء ويشرف بمباهاة الملائكة ولا تحزنى على افتقاد ولدك فقد عوضك الله بأبناء مصر كلهم أولاداً لكِ وبارين بكِ وارفعى رأسك فخراً وعزاً فقد أصبح ابنك مسطّراً بحروف من النور فى سجل العظماء نعم لقد أصبح ولدك نوراً يتلألأ على جبين الأمة وعلماً يرتفع فى سماء العزة والكرامة ولا تجزعى فإن ولدك لم يمت بل إنه حى عند ربه و ينعم برحمته ويرزق من فضله لقد أراد ربك أن يجعل من ولدك قرآنا يتلى وذكر لا ينسى مصر كلها تعاهدك بالقصاص والانتقام من هؤلاء المجرمين السفَّاحين وأنها لن تنسى ما قدمه ولدكِ من تضحية وفداء من أجلها ومن أجل عزها وكرامتها ولن تنسى له جميله الذى طوق عنقها سيدى الشهيد لقد سكنت قلوبنا وعليت تاجاً على رؤوسنا ووسامًا على صدورنا ومهما قلنا من كلمات وعبارات فلن نوفيك حقك أو نوصف قدرك حسبك أن الله قد رفع قدرك وأعلى شأنك وزاد فى عزّك والآن أناشدك يا مصر و يا كل مصرى لقد أصبح حق الشهيد أمانة فى عنقك وديناً فى ذمتك ألا هل بلغت اللهم فاشهد ... اللهم فاشهد (رب هّمة أحيت أمّة) محمد نور [email protected]
