بلادى الحلوة الجميلة الأبية بلادى الحرة العظيمة القوية بلادى مصر الكريمة الندية مصر عروس النيل الفتية... ألا سامحتنى بلادى العفية بقلبك هذا الكبير الصبيا ألا نسيتى اساءتى الجاهلة العصبية ألا غفرت تهورى و رعونتى و الأنانية... بلادى سقتنى من نبع الحنان و فاضت على بسيل الأمان سقتنى شموخا و فخرا و عزا ملأتنى شرفا و أصلا و ودا عرفت على يديها معانى الكرامة قيم الخلق و معنى الشهامة و مرضت قليلا مرضا عصيا فما كان عندى صبرا جليا ظننتك مت بلادى الحبيبة فسقطت أصرخ من فرط المصيبة قومى مصرا من هذا السبات أغيثينى مصرا من هذا الشتات بلادى لا أقوى على الفراق لحظة فكيف تركتنى و لازلت غضة لازلت أمى بأول دربى و أحتاج قلبا يحس بنبضى و نبراس أمل يضئ الطريق و بطلا.. حكيت يوما عليه ظللت أحلم بين يديه بهذا المثل و تلك القدوة و قامته تلك المفتولة بشدة و هامته تلك المرفوعة بعزة بقيت أبحث بلادى عليه بين الوجوه و بين السبل تهت يا مصر بكل السبل فما وجدت بعد أثرا اليه و ضاع صوتى نداء عليا حتى فقدت بلادى الهمة و عدت ألملم خيبة أمل و رجاء بالأمس أصبح عدم و جال بخاطرى فكر خبيث سامحينى مصرا لفكرى الخبيث أرحل خارج هذا الوطن أبحث بعدك مصرى عن وطن... و كأنك بلادى سمعت أنينى و كأنك مصرا شعرت حنينى سمعت بصوتك هذا الحبيب يعلو يا مصرا فوق القباب يجوب يا مصرا كل البلاد بلادى حبلى بابن الشهيد بلادى ستلد بطلا جديد وليدا كريما بين الأمم كانت مصر بحالة مخاض غابت مصر و عادت عزيزة احتجبت قليلا و ردت سعيدة تلملم سمرا شدادا بحزم تداوى أنينى و تسعد سنينى و تبقى عصيا برغم الألم أرمى بنفسى بحضنك أمى و أهمس فى أذنك بندم خجل: "عذرا مصرا ... سامحينى"..