دخلت الجماعة الإسلامية على خط الأزمة بين جماعة "الإخوان المسلمين" وحزبها "الحرية والعدالة"، و"الدعوة السلفية" وذراعها السياسية حزب "النور"، من أجل وقف الحملات الإعلامية والانتقادات المتبادلة بين الطرفين، والتى واكبت الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية. وكشف الشيخ عبود الزمر القيادى البارز ب "الجماعة" عن جهود مكثفة تجرى بالتعاون بين الجماعة وعدد من رموز الإخوان والسلفيين لاحتواء التوتر بين الطرفين، خاصة فى ظل وجود تفاهم بينهما على اعتبار ما جرى صراعا انتخابيا ووضعه فى هذه السياق دون السماح بتجاوز الأمر لمساحات من التوتر قد تؤثر بالسلب على صورة الإسلاميين. وأشار الزمر إلى أن اتصالات مكثفة مع شخصيات قيادية من الإخوان والسلفيين لوقف الحملات الإعلامية والاتهامات المتبادلة الدائرة منذ انتهاء جولة الإعادة والتى سبقتها اشتباكات من أنصار الطرفين بالمحافظات. وأوضح أن الاتصالات الجارية تهدف إلى تطبيع الأجواء بين الإخوان والسلفيين وتفعيل ميثاق الشرف الانتخابى الذى دعمته تيارات إسلامية عديدة قبل الانتخابات، لاسيما أن هناك جهات تتربص بالإسلاميين وتهدف لتشويه صورتهم والحد من النجاحات التى حققوها فى الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب. من جهته، أكد الدكتور خالد السعيد الأمين العام ل "الجبهة السلفية" أن رموزًا سلفية تتوسط بين "الإخوان" والسلفيين لتنقية الأجواء بين الطرفين ووقف الخلافات والصراعات الانتخابية وضمان خوض الطرفين الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب دون أى منغصات قد تستغلها أطراف ثالثة للحد من نفوذ الإسلاميين. ورفض سعيد الإفصاح عن هوية رموز التيار السلفى الساعين فى الوساطة بين الطرفين، قائلا: لست مفوضًا بكشف هذه الأطراف حتى الآن على الأقل. إلى ذلك، شكل فوز السلفيين بنحو 20% من أصوات الناخبين فى الجولة الأولى من الانتخابات على الرغم من كونها التجربة الأولى التى يخوضون فيها الانتخابات، صدمة لعدد كبير من أعضاء مكتب الإرشاد الذين انخرطوا فى اجتماعات مكثفة لبحث تداعيات هذا الفوز. وقالت مصادر مقربة من مكتب الإرشاد، إن الدكتور محمد بديع المرشد العام ل "الإخوان" أبدى استياءه البالغ من النتائج التى حققها حزب "النور"، وتحدث صراحة عن حملة يشنها السلفيون فى أوساط الإسلاميين الملتزمين، خصوصا المنتقبات اللاتى أيدن بأغلبية ساحقة حزب "النور" فى المرحلة الأولى من الانتخابات. وقلل الدكتور محمد البلتاجى القيادى البارز بحزب "الحرية والعدالة" من حجم الخلاف مع السلفيين، مشيرًا إلى أن الأمر لا يتجاوز حد المشاكسات الانتخابية. واعتبر أن حصول "الإخوان" على نسبة 40% من المقاعد فى الجولة الأولى أمر طبيعى لما تتمتع به من خبرة وانتشار فى الشارع، مؤكدا حرص "الإخوان" على وجود علاقات طبيعية مع مختلف القوى الإسلامية واحتواء أية خلافات قد تطرأ. من جانبه، أبدى الدكتور يسرى حماد المتحدث الإعلامى باسم حزب "النور" غضبه من مواقف حزب "الحرية والعدالة" وما اعتبرها محاولات لتشويه صورة السلفيين وقلب الحقائق وانتزاع التصريحات من سياقها الطبيعى وتوظيفها لخدمة مصالح ضيقة. وقال إن افتقاد السلفيين الخبرة فى الانتخابات هو ما أسهم فى نجاح حملة الإخوان وهو ما سيسعى السلفيون لتجاوزه وتلافيه خلال المرحلتين القادمتين من الانتخابات. لكنه رفض تصوير الأمر وكأنه أزمة بين الطرفين، مضيفًا: إننا لن نسمح للعلاقات بالتوتر بين الإخوان والسلفيين بل سنسعى لرأب الصدع ووضع الخلافات فى سياقها المناسب حتى لا نسمح لجهات أخرى بالصيد فى الماء العكر.