قالت صحيفة الجارديان البريطانية، في بداية تقرير لها عن إنجاز قناة السويس الجديدة بعنوان "مصر تفتتح مشروع توسيع قناة السويس، قبل موعده بعاميين، "انتهت أعمال حفر وتوسيع قناة السويس الجديدة، التي تضيف حارة إضافية على طول جزء من القناة الملاحية الحيوية، خلال عام واحد بناء على أوامر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي". وقالت إنه من المقرر أن تفتتح مصر هذا الأسبوع عملية التوسعة الضخمة في قناة السويس والتي انتهت منها في ثلث الوقت الذي كان مقررا لها من قبل". وتابعت "إن إنشاء قناة جديدة موازية لقناة السويس بطول 72 كيلو مترا منها 35 كم تم حفرها فى الرمال الجافة، يسمح بمرور السفن في الاتجاهين، وزيادة القدرة الاستيعابية للسفن المارة بالقناة". ونقلت عن بيتر هينشليف، سكرتير عام الغرفة الدولية للنقل البحري، قوله "إن إلإنتهاء من توسيع قناة السويس الجديدة، مهمة جبارة على نطاق عالمي، لقد تم الانتهاء منها في وقت مثير للدهشة". وأشارت الصحيفة إلى أنه من أجل إنجاز مثل هذا المشروع خلال عام واحد، استأجرت الحكومة المصرية معدات لست شركات دولية، بما في ذلك شركات أمريكية وبلجيكية وهولندية، لحفر تفريعة قناة السويس الجديدة، حيث تم العمل في المشروع ليل نهار على ستة أقسام منفصلة. ومن جانبه قال أنجوس بلير رئيس معهد "سيجنت" الاقتصادي "إذا ضخت أموالا كافية فى مشروع ما، بالطبع يتم إنجازه وهذا ما تم بالفعل فى مشروع القناة. بمعنى، إذا كان لديك الموارد والمعدات لتنفيذ شيئا ما فإنك بالفعل قادر على إنجازه". وقال ديرك راولانس مدير الفريق البلجيكي التابع لمجموعة "ديمي" البلجيكية العاملة في توسيع قناة السويس "يعمل لدينا نحو 1100 عامل ليل نهار على مدار 8 أشهر وتحديدا من شهر نوفمبر وحتى شهر يوليو". وأضاف "استعنا في الموقع بنحو 12 "كراكة" و40 ونش مساعد على الأقل، إن هذا المشروع شكل تحديا، ولكن في نهاية المطاف، تمكنا من الانتهاء منه في الوقت المناسب". ومن جانبه قال عمر عاشور أستاذ محاضر في الدراسات الأمنية والعلوم السياسية بجامعة إكستر البريطانية، وزميل مشارك بالمعهد الملكي للدراسات الدولية (تشاثام هاوس)في مقابلة عبر الهاتف مع الجارديان "إن الجيش، متمثلا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المجلس العسكري، هو اللاعب السياسي والاقتصادي الأبرز في مصر في الوقت الراهن". وأضاف "اذا تمكنوا من صيغة لإعادة توزيع العوائد، أعتقد أن القناة ستعزز قوتهم اقتصاديا، وسيجعلهم أكثر قوة من حيث الهيمنة على القطاع الاقتصادي". وأبرزت الصحيفة تصريحات الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، التي ذكر فيها على أن البدء فى تنفيذ مشروعات محور تنمية قناة السويس سيكون فوريا عقب نهاية حفل الافتتاح. ويتضمن مشروع تنمية القناة إقامة محطات لتداول الحاويات والبضائع العامة والصب الجاف ومحطات تموين السفن بالوقود، بالإضافة إلى منطقة للخدمات اللوجستية ومنشآت سياحية وساحات انتظار وخدمات تخزين وغيرها من الخدمات. واعتبر مميش أن بدء التشغيل التجريبي للقناة الجديدة، والتي أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي بتنفيذها قبل أقل من عام، "أثبتت للعالم قدرة المصريين على تحقيق مشاريع عملاقة"، وأكد الاستمرار في إجراء تجارب العبور، استعداداً لحفل افتتاح القناة الجديدة، في السادس من أغسطس المقبل. يذكر أن القناة القديمة، التي حفرت منذ نحو 145 عاما، تجلب نحو 5 مليار دولار سنويا فيما يتوقع أن تضاعف القناة الجديدة التي تسمح للسفن بالمرور في الاتجاهين العوائد لتصل إلى 15 مليارا بحلول عام 2023.