أكد السفير محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية أن الأحداث التي تمر بها الامة العربية حاليا تعد زلزالاً بشرياً وأنها ستقود إلى ميلاد نهضة عربية جديدة تقوم على أكتاف الجيل الجديد من الشباب ليشكل أملها ومستقبلها. وأشار الى أن العمل العربي المشترك منذ استقلال دول الوطن العربي لم يَعطِ دوراً لشبابها ولم يغتنم جهودهم للتنمية . وقال فى افتتاح اجتماع وزراء الاقتصاد والمالية العرب فى الدورة 93 للمجلس برئاسة اليمن وحضرها إبراهيم التويجرى الامين المساعد للجامعة العربية إن ثورات الربيع العربي التي طرأت على بعض الدول العربية خلفت خسائر اقتصادية بلغت ما يزيد على 100 مليار دولار لكل من مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا جراء انخفاض الصادرات والإنتاج. وأضاف: "إن العالم مازال يرزح تحت وطأة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وأزمة منطقة اليورو، وتصاعد أسعار الغذاء، حيث يتوقع التقرير السنوي لتوقعات الزراعة 2010-2019 الصادر عن كل من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة الفاو أن متوسط أسعار القمح والحبوب الخشنة على مدى السنوات العشر القادمة بحدود تتراوح فعلياً بين 15 - 40 % للزيوت النباتية، 16 - 45% لمنتجات الألبان. وأكد ارتفاع أسعار السلع الغذائية في العالم بدرجة هائلة خلال الثلاثة أعوام الماضية وحتى الآن بصورة جعلت العديد من الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل من الدول العربية الأقل نمواً غير قادرة على الوفاء بالاحتياجات الغذائية لسكانها، الأمر الذي أدي إلى تآكل الطبقة المتوسطة وانتقال قطاعات كبيرة منها إلى فئة الفقراء ومحدودي الدخل، وتراجع مستوى الصحة العامة وتفشي أمراض سوء التغذية. وقال الربيع: إن البطالة فى الوطن العربى تجاوزت 18% وهى أحد التحديات الاقتصادية المهمة التى تستدعي الوقوف عندها ومعالجتها بجدية لأن معظمها من الشباب وخريجي الجامعات وتزيد على 17 مليون عاطل عن العمل يحتم ضخ 70 مليار دولار لاستثمارها في مشاريع توفر فرص عمل جديدة في حين تستضيف عدداً من الدول العربية أكثر من 15 مليون عامل أجنبي، مشيرا إلى أن هناك هجرة مستمرة للكفاءات العربية إلى الخارج بسبب نقص فرص العمل بنسبة 20% سنوياً من خريجي الجامعات العربية. وأكد على أهمية الاتحادات العربية المتخصصة باعتبارها أدوات أساسية في العمل الاقتصادي العربي وما يمكن أن تؤديه هذه الاتحادات من دور أساسي في تنفيذ وتحقيق أهداف التنمية العربية الشاملة وتطوير اقتصاديات الدول العربية بكافة فروعها وقطاعاتها ويجب أن نتذكر أن الاتحاد الأوروبي ومن قبله السوق الأوروبية المشتركة قامت أساساً على عنصرين مهمين هما اتحاد الحديد واتحاد الفحم مطالبا بزيادة الصادرات العربية وإقامة المعارض والترويج للاستثمار والسياحة..وخلق فرص عمل لتقليص دائرة البطالة من خلال تفعيل مبادرة أمير دولة الكويت في إنشاء صندوق لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة.