تقدم محاميا الجماعة الإسلامية، شاذلى الصغير وعلى إسماعيل بمذكرة للمجلس العسكرى يطلبان منه التدخل لدى السلطات الإثيوبية من أجل الكشف عن مصير و إطلاق سراح ثلاثة معتقلين، كما تقدما بطلب مماثل للسفارة الإثيوبية بالقاهرة، لمعرفة أى معلومات تخص الثلاثة المتهمين بمحاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك المخلوع فى إثيوبيا عام 1995 وما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا. وأكد المحاميان أنهما توجها الى السفارة الإثيوبية لمقابلة السفير الإثيوبى فى مصر، باعتبارهما وكيلين عن المعتقلين الثلاثة وهم: عبد الكريم النادى محمد وهو من أرمنت بالأقصر، والعربى صدقى حافظ محمد من مغاغة بالمنيا والثالث صفوت حسن عبد الغنى عتيق من أسوان. وقال المحاميان إنهما أبلغا المسئولين بالسفارة أن "أجهزة الأمن المصرية، زعمت تعرض مبارك لمحاولة اغتيال بدولتكم، وكان واضحا لكل ذى عينين أن المخابرات الامريكية وراء الحادث لإفساد العلاقة بين مصر و إثيوبيا، وبناء على ذلك تم القبض عليهم والحكم عليهم بالإعدام ومنذ ذلك التاريخ ونحن لا نعلم شيئا عنهم، إذا كانوا على قيد الحياة أم لا و إذا كانت الأولى فنطمع فى العفو عنهم و تسليمهم لمصر". وأضاف المحاميان – وهما عضوان بمنظمة العفو الدولية - "سنقوم فى الخطوة التالية بالحصول على خطاب من النقابة بالسفر إلى إثيوبيا لمقابلة المسئولين هناك ومحاولة معرفة أى أخبار عنهم والسعى للعفو عنهم وإعادتهم إلى مصر، خاصة أن الطاغية مبارك قد ظهرت للجميع حقيقته". واعتبرا أن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى، ميليس زيباوى لم تكن بارقة أمل للحكومة المصرية، فقط فى تحسن العلاقات والحفاظ على حصة مياه النيل وإنما كانت ايضا بارقة أمل لثلاثة أسر مصرية أتاحت لهم الثورة فرصة الحديث والمطالبة بعودة أبنائهم الذين صدر بحقهم حكم الإعدام فى قضية محاولة اغتيال مبارك على أرض إثيوبيا إلى مصر والكشف عن مصيرهم إن كان نفذ فيهم الحكم أو كانوا على قيد الحياة . تعود الواقعة التى تم على أساسها اعتقال المصريين الثلاثة بإثيوبيا إلى 20 يونيو 1995 عندما تعرض الرئيس المصرى المخلوع حسنى مبارك أثناء زيارة إلى اديس آبابا لمحاولة اغتيال تم القبض على أثرها على المتهمين، ووجهت لهم وآخرون تهمة الإشتراك فى المحاولة وحكم عليهم بالإعدام ومن وقتها انقطعت أخبارهم تمامًا عن ذويهم. واستمرت حالة الغموض حتى كشفت تقارير صحفية فى عام 2002 عن أن المعتقلين الثلاثة لا يزالون على قيد الحياة، وموجودين بسجن تحت الأرض وهو "ماكلوى" بأديس آبابا وأنهم يتعلمون اللغة الإمهارية من الحراس ليسهل التعامل معهم. وكانت الجماعة الإسلامية قد أصدرت بيانا ناشدت فيه رئيس وزراء إثيوبيا ميليس زيناوى بالإفراج عن المعتقلين الثلاثة مذكرة إياه بما فعله ملك الحبشة من استقباله لأول وفد مسلم لجأ إلى هذه البلاد . محمد النادى شقيق عبد الكريم يقول إن شقيقه حصل على دبلوم الكهرباء وإن ظروف الأسرة هى التى منعته من الألتحاق بالثانوية العامة، بالرغم من تفوقه الدراسى وبعد أن أنهى فترة التجنيد عمل فى مصر لمدة عامين و غادر إلى السعودية فى عام 1990 وكان عمره 23 عاما للعمل و انقطعت اخباره عنا حتى قرأنا فى الصحف عام 1996 أنه قبض عليه فى محاولة اغتيال مبارك فى أديس آبابا ومن وقتها ونحن لا ندرى عن أخباره شيئا، فالبعض يقول إنه حى والبعض يقول إنه مات لكن لن أصدق شيئا حتى أتاكد بنفسى، فقد كان أخر ما قرأته فى الصحف، أنه موجود فى سجن "ماكلوى" بإثيوبيا والدته مريضه منذ سبع سنوات وتظل ليلها ونهارها تبكى عليه لدرجة أنى كنت أكتب الخطابات بيدى وأقول لها أن عبد الكريم هو الذى أرسلها حتى تهدأ قليلا. أما رضا صدقى شقيق العربى صدقى فيقول إن اخاه سافر فى عام 1991 وكان عمره 22 عاما لعمل عمرة و العمل فى السعودية ثم انقطعت أخباره عنا حتى حضر ذات يوم ضباط أمن الدولة وأخذوا يسالون عنه وياخذوا معلومات عنه فلم نفهم شيئا خاصة، أنه لم يحدث ذلك من قبل فلم يكن له أى نشاط دينى أو سياسى، وبعد ذلك عرفنا من الصحف أنه قبض عليه فى حادث أديس آبابا. وتابع: فكرت فى السفر اليه لكن الظروف المادية لم تكن تسمح، والدته ماتت حزنا عليه منذ ثلاث سنوات ووالده دائما حزين يتمنى أن يراه قبل موته. واستدرك قائلا: كانت أمن الدولة تاتينا بعد هذا الحادث و تطلب منا أخبارهم بأى معلومات ليتم غلق الملف فكنا نقول لهم نحن نريد أى معلومات عنه لنطمئن عليه. أما أسامة شقيق صفوت حسن عبد الغنى عتيق فقال إن اخاه سافر إلى السعودية للعمل فى عام 1989 وكان عمره و قتها 24 عاما وكان أخر اتصال به فى عام 1991، حيث كان الوالد هناك للعمرة ثم انقطعت أخباره عنا حتى حضر الينا جهاز أمن الدولة وأخذوا يسالون عن اخى و يطلبوا معلومات عنه وبعد 10 أيام من هذا الأمر علمنا من الصحف بالحادث و أن اسمه أدرج فيه . و أضاف أسامة أن شقيقه قبل أن يسافر لم يكن له أى نشاط ولم يعتقل ولم يقبض عليه فى أى قضية و سافر للعمل بتصاريح رسمية وقد ذهبت أكثر من مرة إلى السفارة الإثيوبية لمعرفة أى معلومات عنه ألا أن أمن السفارة منعتنى وأنا لا أعرف إن كان شقيقى حيا أم ميتا حتى يطمئن قلبى عليه وإن كان حيا فنحن نطمع بعد الثورة المصرية أن يعود إلى مصر وطنه.