شهدت الساعات القليلة الماضية، اتصالات مكثفة بين السفارة الأمريكية بالقاهرة وعدد من رموز التيار الإسلامي في مصر، ومن بينهم قيادات بارزة من حزب "الحرية والعدالة"، المنبثق عن "الإخوان المسلمين"، وممثلون عن حزب "النور" ورموز سلفية، في أعقاب الفوز اللافت للإسلاميين في الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب. وجرى التطرق خلال الحوار للعديد من القضايا الحيوية، وعلى رأسها مستقبل العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة، والموقف من معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وتسوية مشكلة الشرق الأوسط والعلاقات السياسية والاقتصادية مع العرب بشكل عام وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وطالب المسئولون بإدارة الاتصال السياسي بالسفارة الأمريكية القوى الإسلامية بتحديد رؤيتها بوضوح في صورة أقرب إلى التعهدات "المكتوبة" من تلك القضايا، في ظل التوقعات بهيمنة الإسلاميين على البرلمان القادم والجمعية التأسيسية المنوط لها صياغة الدستور. لكن الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة "الإخوان المسلمين" نفى في تصريحات ل "المصريون"، وجود أي نوع من الاتصالات بين الجماعة والسفارة الأمريكية، وإن رفض نفي أو تأكيد وجود مثل هذه الاتصالات مع حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية للجماعة. وأكد صبحي صالح القيادي البارز بحزب "الحرية والعدالة" أنه لا علم لديه بوجود اتصالات مباشرة أو غير مباشرة بين الحزب والجماعة من عدمه. ونفى الدكتور نصر عبد السلام رئيس حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية" وجود أي اتصالات بالسفارة الأمريكية بالقاهرة بين الجماعة أو الحزب. بدوره، أقر الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب "النور" السلفي بوجود اتصالات مباشرة بين الحزب وجميع السفارات الغربية بالقاهرة بما فيها السفارة الأمريكية. وأكد أن هذه الاتصالات تطرقت إلى جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك وأعرب خلالها الحزب عن ترحيبه بإقامة علاقات ودية مع الولاياتالمتحدة بما خدم مصلحة مصر، وأبلغ الدبلوماسيين الغربيين باحترام مصر لاتفاقية السلام مع جميع المعاهدات الدولية. وأشار إلى أن حزب "النور" طلب إدخال تعديلات علي العديد من بنود المعاهدة بما يسمح بامتداد السيادة المصرية الكاملة على سيناء لتعميرها من خلال مشروع تنموي شامل، وإقامة منطقة تجارة حرة،، لافتا إلى أنه تم التأكيد على أن حماية مصالح المجتمع الدولي مرتبطة بمراعاة مصالح مصر.