"يوم الجمعة الجاية 24/07/2013.. لا بد من نزول كل المصريين.. الشرفاء الأمناء.. ينزلوا ليه؟ ينزلوا عشان يدونى تفويض وأمر بأنى أواجه العنف والإرهاب المحتم.. "بطلب منكم، توروا الدنيا، زى ما ورتوهم فى (30-6) قد إيه إنه أنتم ليكم إرادة، وليكم قرار.. الإرادة هنا، والقرار هنا.. إنه لو تم اللجوء إلى العنف أو تم اللجوء إلى الإرهاب.. يُفوض الجيش والشرطة باتخاذ اللازم لمجابهة هذا العنف وهذا الإرهاب". بهذا الخطاب توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي (وزير الدفاع آنذاك) إلى أنصاره الذين خرجوا 30يونيو، ليكرروا نزولهم ويكملون جميلهم ويفوضوه، في مثل هذا اليوم قبل عامين، كلمات صداها لازال يتردد في أذان المصريين مؤيدين ومعارضين، خاصة وأنها كانت البداية الفعلية لدخول مصر مرحلة سقط فيها آلاف المصريين، خلال محاربة ما يسمى ب "الإرهاب". كثير من "المفوضين" تراجعوا عن موقفهم، خاصة بعد فض اعتصامات أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في "رابعة" و"النهضة"، كما ظهر في فيديوهات تداولها نشطاء وتظهر ندمهم على تفويض السيسي، لاسيما عندما شاهدوا جثث رابعة. "الوفد والتجمع والمؤتمر والتيار الشعبي والنور والكرامة وتكتل القوى الثورية المصريين الأحرار وتمرد وغيرها من أحزاب، اتخذت طابع المدنية وحركات شبابية أعلنت تأييدها لتفويض السيسي وشاركت في الحشد، واليوم أكثرها يبدى ندمه. حازم عبد العظيم،. أمين لجنة الشباب بحملة المشير عبد الفتاح السيسي، وعضو حزب المصريين الأحرار، كان أبرز المؤيدين للرئيس عبدالفتاح السيسي وتفويضه، بات اليوم في المعسكر المعارض له، منتقدًا تدخل "المجلس العسكري" في إدارة شئون البلاد، مقللاً من قيمة قناة السويس التي من المقرر أن يتم افتتاحها في 6أغسطس القادم. السيد البدوي رئيس حزب "الوفد"، كان أبرز قيادات جبهة الإنقاذ التي تبنت الدعوة إلى مظاهرات 30يونيو للإطاحة بحكم جماعة الإخوان، واليوم توارى عن المشهد، في ظل خوضه لحرب ضروس مع جهات سيادية وهو ما فسر خروج تسريبات مع شخص آخر نصها: "الإخوان" سيذبحون على أسرتهم". حمدين صباحي، زعيم "التيار الشعبي"، كان أحد أبرز الوجوه التي عارضت حكم الإخوان، وكان يمني نفسه بأن يخلف محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة يناير، لكن خوض السيسي للانتخابات بدد حلمها، إلا أنه أصر على منافسته فحل ثالثًا في عدد الأصوات رغم أنه لم يكن هناك منافس ثالث لهما. واليوم خفت نجم "صباحي" وتوارى عن المشهد كلية، وأعلن عدم خوض تياره للانتخابات البرلمانية. جورج إسحاق، برغم أنه أبرز قيادات حركة "كفاية" ومسئول المحافظات ب "الجمعية الوطنية للتغيير"، وعضو ب "المجلس القومى لحقوق الإنسان" كان أبرز الداعمين للسيسي وسياسته وتفويضه وظل كذلك طويلاً إلا أن جاء الوقت الذى يؤجل فيه إعدام "الإخوان" حتى انقلب عليه النظام وشيئًا فشيء توارى من المشهد. طارق العوضي، محامى رابطة مشجعى الزمالك "وايت نايتس"، أبدى ندمه صراحة على المشاركة فى مظاهرات يوم "التفويض"، معتبرًا ذلك "أكبر جريمة فى التاريخ"، وفق وصفه. وكتب فى تغريدة سابقة له بموقع "تويتر": "الذكرى الثانية للتفويض.. بداية كشف الحقائق، وأكبر جريمة فى التاريخ.. فليسامحنا الله جميعا على أخطائنا" حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة، وهو من أشد مناصرى السيسي، وأحد مؤيدى التفويض، أشار إلى أخطاء فادحة فى أداء السيسى بعد التفويض، وانتهازية فى تعامله معه. وأحذ حسنى على "الجميع" أنهم "أخطأوا بترك حركة الشارع تقود هذا التفويض دون حاكم عقلانى يحدد له المجال، ويضع له الشروط الزمنية والموضوعية، التى كانت كفيلة بترشيد تحركات القائد العام للجيش، وضمان عدم توظيفه هذا التفويض، كأنه شيك على بياض يضمن لصاحبه السحب على المكشوف من رصيد مدنية الدولة تحت حساب "مواجهة الإرهاب"، وفق قوله. خالد تليمة، الناشط اليسارى أحد مفوضى السيسي، انتقد كون "الارتجال سمة المرحلة"، وأن "السيسى يرتجل بخطاباته للشعب، ويرتجل أيضا المرحلة بأكملها". فقال فى مقاله بالعنوان السابق: "إن أكثر من مائتى قانون ارتجلها السيسى وحكومته، ليس هناك أبلغ مِن قانون الاستثمار، لتتأكد بنفسك أن الارتجال أسلوب إدارة بلدنا". وأضاف تليمة: "الرئيس يتكلم فى كل شيء، يقول إن الدستور لا يمكن تطبيقه بالكامل الآن، كأننا كنا نكتب دستورًا لاستيفاء الشكل الديمقراطي"، وسخر من أن السيسى "يحدثنا عن الملحدين الذين ما زالوا مسلمين، ويرتجل أكثر فيقول إن قانون الإرهاب لا يقصد به حرية الصحافة". "تمرد وتكتل القوى الثورية"، حركات اتخذت طابع المعارضة لكنها خرجت خصيصا لدعم مشهد 3 يوليو، وساندت السيسى للوصول لكرسى الرئاسة، حصلت على ما يكفيها من مغانم فمنها من حصل على مصانع وأخرى على آراض وفريق يعد نفسه الآن لخوض البرلمان. "كل ما سبق مجرد نماذج فقط من كثيرين كانوا يعدون يومًا بأنهم أبرز مؤيدى الرئيس "السيسي" ومنذ فترة بدأ "عقد" المؤيدين للسيسى ينفرط حتى كاد ينتهى مما فيه. وقال "عمرو بدر" العضو المنشق عن التيار الشعبي، إن اليوم 26 يوليو، "يوم تفويض ناس علشان تكافح إرهاب مش موجود و محتمل، و تحول بعد التفويض لإرهاب موجود و لا يحتمل". بينما قال الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، إن أكبر وأخطر جرائم من وصفه ب"الانقلاب" (جريمة التفويض) التى كان هدفها المباشر (حرب أهلية) بين أبناء الشعب الذى لم يعرف ذلك على مدى آلاف السنين- حسب قوله.