دَعَا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الأسرة الدوليَّة إلى مواصلة التزامها في بلاده حتى العام 2024، وذلك أمام مائة وفد من مختلف أنحاء العالم في العاصمة الألمانيَّة لتجديد دعمهم لأفغانستان التي تشهد نزاعا مسلحًا. وفي كلمة الافتتاح، أعرب كرزاي عن قلقه على مستقبل بلاده بعد رحيل قوات الاحتلال في أواخر 2014 قائلاً: "سنحتاج إلى دعمكم لعقد جديد على الأقل بين 2014 و2024". من جهته، صرَّح وزير الخارجيَّة الألماني غيدو فسترفيلي أن "الالتزام الدولي من أجل أفغانستان سيستمر"، بعد رحيل قوات الاحتلال. وأضاف: "لا نتخلى عنكم، أفغانستان ومواطنيها بحاجة إلى التزام موثوق بتقديم دعم بعيد الأمد خلال عقد جديد بين 2014 و 2024". وتابع فسترفيلي أن "الالتزام الدولي من أجل أفغانستان سيستمرّ، لكنه سيكون مختلفًا، سوف يركز على إعادة الإعمار والتنمية" مشدداً على ضرورة قيام التزام متبادل من قبل الأفغان والأسرة الدوليَّة. في السياق، أعلنت وزيرة الخارجيَّة الأمريكيَّة هيلاري كلينتون في المؤتمر أن الولاياتالمتحدة ستفرج عن مئات ملايين الدولارات التي كانت مجمدة لمساعدة التنمية في هذا البلد. وكانت الولاياتالمتحدة جمدت مساعدة تتراوح ما بين 650 و700 مليون دولار سنويًّا إثر قرار صندوق النقد الدولي وقف برنامجه لمساعدة هذا البلد في يونيو بسبب عمليات اختلاس أموال والفساد المنتشر في بنك كابول أكبر المؤسَّسات الماليَّة الأفغانيَّة والذي أعيدت هيكلته منذ ذلك الحين. من جانبه، أكَّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه يتوجب في المستقبل مكافحة الفساد وتهريب الأفيون والدفاع عن حقوق النساء. وفيما تغيبت حركة طالبان عن هذا المؤتمر لفت كرزاي إلى أن "العمليَّة السياسيَّة ستستمرّ في انفتاحها على حركة طالبان". وكان الغربيون وعلى رأسهم الألمان والبريطانيون، أملوا لفترة في انضمام ممثلين عن طالبان إلى الوفد الأفغاني لكي يكون أوسع تمثيلا بحسب بعض الدبلوماسيين. وقال بان كي مون ان "المصالحة السياسية يمكن ان تتم فقط ان حظيت بدعم جيرانها". وهي دعوة موجهة إلى باكستان التي قررت مقاطعة هذا الاجتماع إثر مقتل 24 جنديا باكستانيا في غارة لقوات الحلف الاطلسي انطلاقا من أفغانستان. يُشار إلى أن كرزاي سوف تنتهي ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة في العام 2014، بموجب الدستور الافغاني، غير أن تقارير صحفية ذكرت أن كرزاي يرغب بالبقاء في الحكم بعد انتهاء ولايته. وذكرت أن كرزاي يعمل على "تنظيم جديد للحكومة المركزية في أفغانستان وأن"السبب هو عدم رغبة كرزاي في الرحيل رغم إعلانه عدم رغبته في تمديد ولايته الرئاسية".