أشارت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية إلى الحزن الذي بدا على محمد البرادعى المرشح المحتمل للرئاسة، بعد فوز الإسلاميين في المرحلة الأولى بالانتخابات الجارية، مشيرة إلى أن مصدر حزنه هو أسفه على شباب الثورة الذي أحبط في هذه الانتخابات، وحطمت آماله بعد شهور من الاعتصام والثورة. وذكرت الصحيفة أن البرادعى عبر عن أسفه البالغ لما آل إليه شباب الليبراليين المصريين الذين حملوا شعلة الثورة حتى أضاءت أركان مصر فهم الآن يشعرون بخيبة أمل بالغة بعد نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات وشعورهم بأن الثورة لم تحقق أهدافها إلى الآن. ونقلت عن البرادعى قوله إن الشباب تعرضوا لظلم بالغ فى عملية الانتخابات التى أفرزت التيار الإسلامى ومدى قدرته على حشد الشعب لصالح أهدافهم. وعبر البرادعى على قلقه البالغ لوصول التيار الإسلامى وسيطرته على مقاليد الأمور وعبر البرادعى عن خوفه من سن القوانين المتشددة من قبل التيار الإسلامى مثل منع المرأة من الوصول لمناصب قيادية وسن قوانين دينية مختلفة، ويأمل البرادعى بألا تتحول مصر لدولة إسلامية متشددة وقال إنه يثق فى التيارات المعتدلة التى ستقاوم أى تيار متشدد فى الدولة. يذكر أن البرادعى أعلن الأسبوع الماضى عن استعداده التام للتخلى عن الترشح لمنصب الرئاسة إذا طلب منه المجلس العسكرى تشكيل حكومة الإنقاذ ونقل كافة الصلاحيات له لإدارة تلك الفترة حتى يتم تسليم السلطة فى يونيو القادم ولكن المجلس العسكرى أوكل تشكيل الحكومة للدكتور كمال الجنزورى. وأضافت الصحيفة أن البرادعى يحظى بتأييد أكثر من عشرين حركة وحزب إصلاحى فى مصر مما يزيد من قوته وتواجده، وظهر هذا جلياً عندما طلب شباب التحرير والحركات المؤيدة للبرادعى بتكليفه بمنصب رئيس الحكومة وتمنوا أن يلبى المجلس العسكرى طلبهم ويحترموا رغبتهم التى تؤيد البرادعى، لكن المجلس العسكرى رفض ذلك وجعل الجنزورى على رأس حكومة الإنقاذ، الأمر الذى زاد من إحباط شباب الليبراليين على تعبير البرادعى نفسه. وقال البرادعى إنه يتمنى بأن يأخذ الشباب دوره وفرصته فى تولى المناصب القيادية فى الفترة المقبلة بعد أن أثبت هؤلاء الشباب نجاحهم فى قدرتهم على التغيير بعد انتصارهم فى ثورة 25 يناير ونجاحهم فى إجبار مبارك على التخلى عن عرشه الذى مكث فيه ثلاثة عقود من الزمان.
